الـلاجـــدوى بقلم الشاعر حسـين السـاعـدي


الـلاجـــدوى 
حسـين السـاعـدي 
_________________________
أشـهدُ أَلا وجـعاً
يحـملُ مـرارةَ صـبري 
غـيرَ أنْ تـردمَ هـوةَ تـاريخٍ مظـلمٍ
سُـدمٌ موحـشةٌ
أهـربُ منه الـى جـدوى...


تـُلاحقـني ثقـوبٌ سـوداءْ
تجـذبنـي الـى بـؤر
غـياهبَ العبـثِ 
هـلْ مِـن الجـدوى ؟!!
أن تكـونَ كـاهـناً فـي (أولـب) 
تعـلقُ عقـلَكَ علـى أعمـدةِ 
(زيوس) الـرخـامـيةْ 
حمـلَ (كـامـى) 

صخـرةَ (سـيزيـف) 
يصـرخُ بهـدوءِ صعـوده 
مـا تنفـكُ عـن السـقوطِ 
فـي الـلاجـدوى 
(سـيزيف) يحـملُ عـذاباتِ
سـرٍ أبـاحَ بـه 

عنـد شـروقِ الشمـسْ
يحـملُ صخـرتـه صليـباً
تسـقطُ عـندَ غـروبِ عـدالتـِهِ
تتمـزقُ ذاتُـهُ منـذُ البـدءْ 
حـينَ ينسـابُ الـزمـنْ 

علـى حـافـةِ الهـاويـةْ
متـى تتطهـر ذاكـرة التـاريـخ ؟ 
غـزو الفئـرانِ يجلـبُ (الطاعـون) 
يحمـلُ جـرثـومَتـَهُ 
لصـوصٌ وبقايا أوغاد
طاعــونٌ
يُـريـدُ أن ينهـشَ
جسـداً هـشاً
كقـاتـلٍ بـريء 

مَـن يجـنحْ فـي صمتِـهِ لا يسـتردُ لسـانَـهْ
قلـبٌ يبحـثُ فـي متـاهـاتِ ضـلوعْ
أَسِـيرَ الـلامعـنى 
معـلقٌ علـى مسـمارٍ صـدئْ 
يطـرقُ بـابَ
فلسـفةِ الـلامعقـول
متـى أتنفـسُ وأكبـحُ جـماحَ 

الـلا .. معقـول
أن أدركَ عبـثاً 
الـلا .. جـدوى 
يعبـثُ بعـودِ ثـقابٍ 
أشـلاءُ أجسادٍ تناثـرتْ 

للمـوتِ نهايـاتٍ سـائـبةٍ 
تبحـثُ عـن نقطــةٍ
يتلاشـى بـها 
وجـودَ الاشـياءِ

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق