الأستاذ / عزت السعيد / في رحاب آية إعراب وتفسير

أ. عزت السعيد: في رحاب آية إعراب وتفسير 
................................................................................
(
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا )
الكهف (55)

«وَما» الواو استئنافية وما نافية
«مَنَعَ» ماض مبني علي الفتح الفاعل ضمير مستتر والجملة مستأنفة
«
النَّاسَ» مفعول به منصوب بالفتحة
«
أَنْ يُؤْمِنُوا» أن نافية يؤمنوا مضارع منصوب بحذف النون والضمير المتصل مبني في محل رفع فاعل والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به ثان لمنع
«
إِذْ» ظرف زمان
«
جاءَهُمُ الْهُدى » ماض مبني والضمير مبني في محل نصب مفعول به المقدم الهدى فاعل مؤخر مرفوع والجملة في محل جر مضاف إليه
«
وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ» الواو عاطفة يستغفروا ومضارع والضمير مبني في محل رفع فاعل ربهم مفعول به والضمير المتصل مضاف إليه
«
إِلَّا» أداة حصر 
«
أَنْ» ناصبة
«
تَأْتِيَهُمْ» مضارع منصوب والضمير المتصل مبني في محل نصب مفعول به 
«
سُنَّةُ» فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة 
«
الْأَوَّلِينَ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم «أَوْ» عاطفة
«
يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ» مضارع والهاء مفعوله المقدم والعذاب فاعله «قُبُلًا» حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة
معانى الكلمات
.....................................................................
سنّة الأوّلين : عذاب الاستئصال إذا لم يُؤمنوا قُبُلا : أنواعا و ألوانا أو عيانا و مقابلة
التفسير 
....................................................................
ما الذي منعهم أن يؤمنوا بعد أن أنزل عليهم القرآن، وصرّفنا فيه من الآيات والأمثال، بعد أن جاءهم مطابقاً لكل الأحوال؟ وفي آية أخرى، أوضح الحق سبحانه سبب إعراضهم عن الإيمان، فقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هذا القرآن مِن كُلِّ مَثَلٍ فأبى أَكْثَرُ الناس إِلاَّ كُفُوراً وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنهار خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السمآء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بالله والملائكة قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ ترقى فِي السمآء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ} [الإسراء: 89 - 93] فكُلُّ هذه التعنّتات وهذا العناد هو الذي حال بينهم وبين الإيمان بالله، والحق سبحانه وتعالى حينما يأتي بآية طلبها القوم، ثم لم يؤمنوا بها يُهلكهم؛ لذلك قال بعدها: {إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأولين. .} [الكهف: 55] فهذه هي الآية التي تنتظرهم: أن تأتيهم سُنَّة الله في إهلاك مَنْ كذَّب الرسل. فقبل الإسلام، كانت السماء هي التي تتدخل لنُصْرة العقيدة، فكانت تدكُّ عليهم قُراهم ومساكنهم، فالرسول عليه الدعوة والبلاغ، ولم يكن من مهمته دعوة الناس إلى الحرب والجهاد في سبيل نَشْر دعوته، إلا أمة محمد فقد أَمِنها على أن تحمل السيف لتُؤدِّب الخارجين عن طاعة الله. وقوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ. .} [الكهف: 55] أي: على ما فات من المهاترات والتعنُّتات والاستكبار على قبول الحق {إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأولين. .} [الكهف: 55] أي: بهلاك المكذبين {أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب قُبُلاً. .} [الكهف: 55] أي مُقابِلاً لهم، وعياناً أمامهم، أو {قُبُلاً} جمع قبيل، وهي ألوان متعددة من العذاب، كما قال تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ. .} [الطور: 47] أي: لهم عذاب غير النار، فألوان العذاب لهم متعددة. ثم يُسلِّي الحق سبحانه رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حتى لا يأبه لعمل الكفار، ولا يهلك نفسه أَسَفاً على إعراضهم، فيقول سبحانه: {وَمَا نُرْسِلُ المرسلين إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ... } .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق