بذاكَ الحُبِّ .. للشاعرة فضيلة ذياب

** بذاكَ الحُبِّ .. **
بذاكَ الحُبِّ ..
كنت سأطير ..كاليمامة
كنشوة الضوء في مبسم الحقول
أطعم ألف متسوِّل
على أرصفة الشوارع اللاّمبالية
بالسّغب المزمن.. والسعال
أهدي الأطفال الحُفاةَ أحذيةً ..


وبالوناتٍ حمراءَ تلوّن سماءهم الرّمادية
وأُرشد المعتكفين في حاناتِ الوهم
والأزقّة المفخَّخة بالظلام
إلى القبّة الزرقاءْ...
بذاكَ الحب ..
كنتُ سأفتح شبّاك نيسانَ..
للعصافير المبلَّلةِ ..
المذعورة من خيوط الدخانْ
والتي حزمت حقائب ألحانها
لمغادرة أعشاشها الطيبة.
كنت سأحفر نهرا..
يربط البستان بالبستان ..
تسبح فيه أطياف الشجر والفراشات
وأسماك الشِّعر الذهبية ..
حتى تلك التي بلا مذاق
ستغلِّفها خُضرة الأشواق
ويلوّنها الرمّانْ..
بذاك الحب ..
كانت السنين ستحفظ وصيّةَ الشمس
و مرايا العجائز المهملة
كانت ستستفيق بلا تجاعيد
تحت الأسرّة المقوسةِ بالحنين
..
أجلْ
بِذاك الحب
ما كانت العتمة ستتاجر يوما بكحل الصبايا
ولا المطارق تنهال على الخلخال
لكنك زججت بي في قفص الحلم
أمام أعين المراجيح المشروخة ..
..
المناضد الجائعة
..
الاكواخ الهرمة
والسنابل الفارغة ...
ورحلت .. بلا استئذان
............... فضيلة ذياب .........

 

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق