رعاف خاصرة ذاوية .. بقلم الشاعرة ميلينا عيسى

//رعاف خاصرة ذاوية//

بكى الوطنُ
تحرشَ الملحُ بعذريةِ المدينةِ
تفننتْ في حقدها الشظايا
ومن عفافَ سرقتْ قدمَها
وحصرمَ العشق المخبأ
في أكمام النفير
........................


انتحبتْ أمي
فرجلُها المطحونُ برحى الحربِ
تخثرَ
والعباءةُ المقصبة ُ بتعبهِ
تشوهتْ
وهي ما أيقنتْ أنّي رحلتُ
إلّا في زفِّ نعشي
.........................

انهمرَ البلاءُ
انحسرتُ عن طلبِ العروس
لأخي
وما علمتُ أنَّ دالية َ الطحالبِ
فوق الضريح تنتصب
وأننّي في أديم الهروبِ
حُبلى
جنيني مشوه
في الجهةِ اليسرى من حبلِهِ
السرّي سقطتْ رصاصة ٌ
نثرتْ دماغَهُ العربيَّ
وأنبتتْ في داخلي قطيعا ً
من الارتكاسات
..........................

يا أبي
أشتاقكَ
كفّكَ المبتورُ بزخم البندقيةِ
يزرعني بالغصات
يحتويني في صدركَ
يخاطبني كصوتِ الله
يا ابنتي
لا تبيعي شرفَكِ
دعيني في لحدي قيدَ الانطواء
............................

خمسُ ثوان ٍ ويقذفُ الإرهابيُ
الياسمينَ بالثغاء
أذرعٌ..أرجلٌ..عيونٌ مُكدّسة
ولعبة ديمة المُلَوَحة بدعاء الجدة
لجارها المغوار
كلُّ الحاشية أضحتْ في الحاوية
سيارةُ إطفاء
ٌملثمون
ودمٌ بلون الشقائق اللاهية
في يوم ٍ مشؤوم ٍ
فيه قتلَ مُسَلَح جدي
وأضحيتُ بلا هدية
............................

آهٍ يا بلدي
يا وجعَ الناي في الكبدِ
بالله عليكِ عودي
فسكينُهم تاهتْ عن رقابِ
الكثيرين
لتغرز إلحادَها في فستانِ
طفلتي
ومن ثمَّ تتقيأ مسرتي على
كفِّ عفريتٍ
عند حدودِ الشيطانِ ومذاهبٍ
موبوءةٍ
وفي الحلقةِ الأولى من حلول
الظلام وبدء الفضيحة

ميلينا عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق