المقطع الثاني
من قصيدة ( بيت الجورية (
من قصيدة ( بيت الجورية (
---------------
كانت تلك المجنونة
توقد تحت الغرَبِ الجاثم عند السفح
نيران العشق الأزلي
فيرتدّ الشاطئ
يحتضن المحار
كان اللون الغسقي الحالم في عينيها
يعبر بي بوابات مداخل آشور
ألقى تحت ظلال رصيف الآس
جنود القصر يحيطون الساحة
يوقفني حارس معبد( بيت الجورية
)
أقول له قل لوصيفتها
( أني قطعة حجر لملمها نهر القاطول
كانت كفك في (كرد المعمار)
تداعب طين السيراميك
تُشكلهُ في هيئةِ وجه
(
أبصرني جرف نخرته محبة احدى (
الملاّيات(
ظلت تنظر في وجه الماء
وظل يقبل با طن قدميها
يرقى
أحيانا يذهله لألأء الساقين
يصيرُ حزاماً حتى دواران الخصر
فيخذله الجَزْرُ يعود الى أحضان
شريعته يرسم أشكال الدوران
مهووسا كالعشاق المهوسين بكل جمال
يهيم يجذر التوتِ
وإذا وَلَّههُ الزيتون تفانى
بين شعيراته
وحين يغازله النارنج يغيب
عن الوعي ويرخي رقراق
نميره
أتذكر أني كنت رأيتك في ( شحات
)
على كتف الجبل الآخضر
تحت صنوبرة جمعتنا منفردين
عن العالم
جلسنا نتساءل كيف أعاد الرومان
قلاع اليونانين وقد دمرها الزلزال
تلك شقوق رتقها فنان بنقوش كنسية
قلتِ ولكنْ كل بهارج هذا المرمر
ليست أجمل من هذا الطين الاحمر في
أفريقيا
ليست أجمل من جسدي الاسمر
حين تعانقني
في عينيك ملامح درنة والبيضا
وسواحل سوسة
و الدنيا في كل مفاتنها بين يدينا
محفوظ فرج
من لوحات الفنان غوغان الرائعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق