من بعيد
هل أنت هنا؟
إذا كيف تستباح مسافاتي
وتعرج إلي الأحزان على
مصعد الوحدة
وتنتقي من فجري
ذروة الضوء لتسطو
على ضياءاته كأنها
حسناء ترتدي برقع تتحدى فيه
العرافين والقراء
لا احد يكشف ماتخفيه
قد يكون سمرة قاتلة
او يكون بياضا متلألئا
او يكون قد كثر منه مثلا
من بعيد
أراك تطل خلف الشفق
معبئا ذاكرتي بمحض المحال
أستنجد بالنسيان او الفقدان
لا يستجيبان
الذكرى اشبه بتابوت
يحوي موتى النهوض
يسير بهم إلى مقابر الآلام
ولحد الاوهام
لا بفيق ولا يتحرك ولا
ماحوله يدرك
هو ليس فقيد احد
هو فاقد نفسه بين الأنام
هو متروك تحت ترب الغش
وتكفر فوقه حفنة من الإنتظار
حيث لا جار ولا دار
امثواه حفرة من جحيم الهجر؟
أم روضة من نعيم الماضي المستمر؟
أم أنه بين خيارين أخلاهما مر
تمهل
ماشئت عن وصالي
فإني ماحييت سأبقى كالنجوم
أظهر لأبحث عن قربك بخيالي
وانتشر بسمائك مادام القمر
يعود للعرجون
مادامت الشمس تنحني لحرها الرقاب
وتسود الجبين منها وتغشي العيون
سألازم ذكراك كظلي بالظلال
أفتش عنه وهو مطوي بنهاري الموهون
لو شبت لن يعجاجزني الصبر
لن اكل من تحضير الفتون
سازين نفسي علي القاك
يوما امامي كما كنت تكون
خبىء
لي بين ذراعيك وصلة لحن
ريحة عطر
كلمة سر
ترنيمة شعر
وإمضي بي إلى القمر
نلني كقطعة سكر
بفاهك تذوب وتدثر
بأحضانك السمحاء آويني
كعصفورة فرت من الريح
وهدم عشها الإعصار
وأكلت قشاته النار
دفئني فإني أخاف الإنذار
أن يمضي وقت إحتضانك
أن يأتي رحيل اوانك
أن أعود مهجورة الاركان
هل لي بخلود بتلك الجنان
أو موت بين ذراعيك
فهذه لي حياة اكثر فيها الإمعان!
بنيلها لا يستهان
فهل آن الأوان ؟
فاطمة عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق