قارِئةُ الأحزانْ .. بقلم الشاعر ابراهيم الأعرج



قارِئةُ الأحزانْ


ميتّمةٌ مُطلّقَةٌ
وزوجِي كان من مُضرٍ
وميلادي بيوم النّكبَةِ الأولى
ولِي نجلاءُ ثورتِكُمِ حجارَتكُم
ومرثيّةْ تسامِرُها بلا رمقٍ
وفي الأذكارِ والتّاريخِ أسمونِي فلسطينا

أبي عربِيُّ مُرتحِلٌ ومرتجِلٌ
بلا شكلٍ بلا عَوْرةْ
ويُنكِرُ أنَّ قدسَ الكونِ آلِمَةٌ
ويُنكِرُ أنَّ خافِقَهُ تَحدّى شوكَة القَيصَرْ
ويُنكِرُ أنّهُ قُرَشِيُّ مُفتَخرُ
وأخوانِي فهمْ كُثرُ
وزوجُ الأمِ أمريكا وبضعٌ من دناستِهِمْ

وفِكر من خيانتِهِمْ
تُحرِّكُهمْ وصاياتٍ " وأجنِدةٍ " زُبُورِيّةْ
أخي الأكبر أخي الأوسط أخي الأضغر
أخي من كان من أنفاسِهِ يسكَرْ
أخي من كان نصف الليلِ تُرضِعُهُ بغاياهُمْ
أخي الأسْمَرْ أخي من نامَ في أحضَانِ مومِسَةٍ

أخو السَّرّاءِ مخصيٌّ من الكَرمِ
أخو الإيمان والرّبانِ والرّيحانِ والمعشَرْ

هناك الذِّئبُ يحصُدُهمِ
يصنِّعهُم تماثيلًا خماسيةْ ونجماتٍ سُداسيَّةْ
بلا سمعٍ بلا شفةٍ بلا خُلُقٍ صلاحِيّاتُهُمْ نَفذَتْ
ويختِمُ صَدرَهُم وصَبًا بلا شَرفٍ
مطلّقةٌ ميتَّمةٌ وزوجِي كان من مُضَرٍ

وأجدادِي صلاحُ الدّينِ والعبسِيّ والقعقاعُ والأحنَفْ
مطلّقةٌ بلا نفَقَةْ ميتَّمةٌ بلا حُضنٍ يُلملِمُنِيْ
ولا بيتٍ يقِينِي حرَّ ضائِقَتِي

وحافيةٌ بلا بسمةْ على شَفَتِي لأبنائِي
لزيتاتِي وشتلاتٍ من الزّعتَرْ
فأين الماردُ الجبارُ يأخُذنِي لأحلامِي لشطأنِي
لبيدرِنا لذاكَ الفارسِ الأسمَرْ
ميتَّمةٌ مطلّقةٌ أنا الثّكلَى فمن يرحَمْ

ولكنِّي متيَّمةٌ بمن سقَطُوا
علَى أبوابِ مقدِسِنا على اهداب عِزّتنا بجرحانا باسرَانَا
باشلاءٍ لمن حضَنُوا ثَرَى الليمونَ والبيدرْ
ميتَّمة مطلَّقةٌ أنا بالنار تكوِينِي عصابتُهُمْ

فمن بالله قد يرحم
فمن بالله قدْ يرحَمْ
وأين الفارس المِغوارُ يا عَنتَرْ


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق