(حين تلتقم الحيتان الكبيرة أسماكاً صغيرة ) بقلم الأديب وصفي المشهراوي

(حين تلتقم الحيتان الكبيرة أسماكاً صغيرة )

لا أظن أنها تشعر بالفخر والاعتزاز أنها فعلت المستحيل وحققت الأماني بفعلتها تلك ! إن الأماني تتحقق حين تنتصر إرادة الخير على الشر في النفوس العظيمة ! وليس بازدياد سُمنتها وازدياد غيرُها ضعفاً وهزالا ! حين يأكل الحوت أسماكاً صغيرة يقتات عليها ليعيش لا أن يعلّبها ويختزنها لمستقبل الأيام ثم يضع علامة الجنتلمان عليها ! لا أظنه يصنع ذاك الصنيع ثم يتمطّى زهواً أنه صنع المعجزة ! لكن حيتاننا نحن البشر تمخر أساطيلهم عباب البحار لألتقام أجساد اخوانهم من البشر لاسيما الأطفال والنساء والشيوخ ثم تفتخر وتفرح بأنها أبطال العصر وقد نتسلم جائزة نوبل للبطولة كونهم رجالاً والرجال قليل ! ان الرجولة تقتضي أن تواجه الحياة بعطور سلامك لا بفتكك واقتتالك ! ان الوقوف مع المظلوم شرف واقتدار والوقوف مع الظالم خسّة وعار ! وعلى المتشككين في حقائق الحياة وسنّتها فليبحثوا لي عن ظالم لم تسلط عيه الأقدار نقمتها لأنعدام الضمير ! ولم يصب متكبر بزهايمر الردى والتقام الأمن من صدره ثم مأواه جهنم وبئس المصير !


الأديب وصفي المشهراوي

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق