ما زلت تعيدينَ يا دمشق / بقلم الشاعر / محمد الدمشقي


ما زلت تعيدينَ يا دمشق

تُكَبَّرينَ .. تهللينْ
تمسحينَ غبارَ الأسى عن نوافذكِ ...
و تبتسمينْ ،،
تنهضينَ بعصافيركِ مشرقةً ،،
و ترتدينَ الياسمينْ ...
ما زالتْ أراجيحُ أحلامِكِ تغني
تفوحُ بالأماني ،،
و تسكبُ الضياء ...
على وجوهِ البائسينْ .

ما سرُّ عطرِ العزمِ فيكِ
أيَّ قلبٍ تملكينْ ،
هديلكِ رغمَ الأسى متلألئٌ ..
يسقي أزاهيرَ الصباحْ ...
نسماتُكِ رغمَ الدخانِ عبيرُها...
يبلسمُ الجراحْ ،
لم يقتلوا إحساسكِ
لم يسرقوا أنغامَكِ ,,
ما زلتِ عاشقةً ,,
يتراقص الدمعُ في عينيكِ ،
كلما حزنَ القمرْ
تعانقينَ حيرتهُ ،
و تجدلينَ ضفائرَهْ ..
ما زلتِ طفلةَ بردى
تغازلك حمائمهُ ,,,
يعانقكِ بلهفتِهِ
و يرويكِ سناهْ ،،
ما زال قاسيونُ يرددُ اسمكِ
كلما غفا الحنين
يقسو على أعدائكِ ...
يحرقهمْ بنظراتهْ ،،
يقبلكِ بنفحاتهْ ،،
و يذكرُكِ في ندى صلواتِهْ .

تلك الجميلةُ ما تزالُ فراشةً
ترفرفُ بالوعودْ ،
و عاشقُها المتيمُ هائٌم في حسنِها
ينثرُ في قصائدهِ الورودْ ،
و هذا الطفلُ مختالٌ على حصانِ العيدْ
يزهو يبارزُ خوفَهُ ،
كالفارسِ الصنديدْ
ما زلتِ شامخةً
تهزمينَ الموتَ
ضحكتكِ حياةْ ,
تحلقينَ في أمانيكِ 
هازئةً بالرماح
لا ليل يكسرك 
لا يأس يأسرك
و لا آلام
الحب يرسمكِ
الشعر يكتبكِ
الكبرياءُ يحسدكِ
و لو عصفتْ بك الدنيا
فعينُ الله تحرسكِ

محمد الدمشقي


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق