مدينة قرطبة / كتبت سهام محمد


مدينة وتاريخ

أحبائي نشد الرحال ونسافر معا إلى مدينة السحر والجمال والحضارة والتاريخ ونحط رحالنا في مدينة إيبيرية قديمة البناء ومنتهى الغاية ومركز الراية وأم القرى وقرارة أهل الفضل والتقى وهي ينبوع متفحر العلوم و قبة 

الإسلام و حضرة الإمام وهي بستان ثمرة الخواطر و بحر درر القرائح ومن أفقها طلعت نجوم الأرض وأعلام العصر و فرسان النظم والنثر إنها إيبيري بحت عروس أوروبا الجميلة و العريقة 
إنها قرطبة ...أشرف عرب المشرق إفتتحوها و سادات الشام والعراق نزلولها فبقى النسل فيها بكل إقليم على عرق كريم 
تأسست قرطبة سنة 206 ق.م على الجانب الشمالي لنهر الوادي الكبير في عصر جمهورية روما ثم صارت عاصمة لولاية بيتيكا جنوب إسبانيا ضمن الإمبراطورية الرومانية وقد ظلت قرطبة مدينة رومانية لمدة تزيد عن سبعة قرون وبعد سقوط الدولة الرومانية على يد قبائل الجرمانية (البرابرةانحدرت على شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال )حاليا بعض هذه القبائل كالوندال واﻵﻵن و تبعهم القوط الغربيون الذين كان أمر الجزيرة بأكملها بما فيها قرطبة قد آل إليهم 

وعند وصول المسلمين في القرن الثامن ميلادي بعد صراع مع الروم البيزنطيين تم فتح قرطبة على يد المسلمون الأمويون سنة 710 م وقد جعل الأمويون الأندلس ولاية تابعة لولاية المغرب ثم جعلها عمر بن عبد العزيز ولاية الأندلس تتبع للعاصمة الأموية في دمشق بشكل مباشر و ظلت كذلك حتى سقوط الدولة الأموية على يد العباسيين عام 750م 

ولم يعلو شأن قرطبة إلا مع قدوم الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس فارا من العباسيين فاستولى على مقاليد الأمور في الأندلس الإسلامية وجعل قرطبة عاصمة له عام 756م وكانت هذه بداية العصر الذهبي لقرطبة خيث أصبحت عاصمة الأندلس الإسلامية و اهم مدينة في شبه الجزيرة 
ثم تعرضت الدولة الأموية لعدد من الثورات المتعاقبة وفقد امراؤها مقاليد الأمور حتى تمكن أحد أحفاد الداخل عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر من إعادة إخضاع معظم الأندلس لسلطته 
ثم جاء عصر ملوك الطوائف والمرابطين سقطت على إثره الخلافة بسبب ثورة البربر 
وقد قسموا الدولة إلى أكثر من 12 دويلة منها غرناطة واشبيلية والمر ية و طليطلة وسرقسطة والبرازين وبطليوس
وتنازع حكام إشبيلية و طليطلة المسلمين على قرطبة حتى استقرت المدينة بيد ملك إشبيلية الطموح المعتمد بن عباد سنة 1078 م فقدت قرطبة مكانتها كعاصمة للدولة وبزغ نجم إشبيلية 
ثم عصر الموحدين إثر سقوط دولة المرابطين على يد حركة اسلامية أخرى هي حركة الموحدين وقد قاموا بإعادة عاصمة الأندلس إلى قرطبة ولكن صمودهم لم يستمرطويلا وقد انهزموا في معركة العقاب عام 1212 م فتهاوت بعد ذلك كل المدن الإسلامية في الأندلس في أيدي قشتالة المسيحية و سقطت قرطبة عام 1236م على يد فرناندو الثالث بعد ما يزيد على خمسة قرون من الحكم الإسلامي 

ثم قرطبة الإسبانية والتي فرغت من معظم سكانها المسلمين على إثر استلاء الملوك الإسبان على المدينة والسماح لمن تبقى منهم بالبقاء على الاسلام 
أصدقائي الأكارم كانت هذه رحلتنا إلى قرطبة إلى أن نلتقي في مدينة أخرى وتاريخ آخر لكم مني انا سهام محمد ألف تحية وسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق