ترنيمات سومرية / نص الشاعرة / إنعام كمونة


ترنيمات سومرية 

........................
.....نص / إنعام كمونة

يوشوشني عطر البردي… 
جداول سومرية الطيب ….
مشحوفاً *….محملاً… 
بافواهِ ( جراغد )* ملونة
مجدافِ ضوء أزرق ……
يغازل عيون موجة… طحلبية السحنات…..
عانقت صهيل فجري…. وقتَ بوحي الأبكم … 
رسَمَتها كركراتي الشاردة …..
رائحة حليب أمي ….
ظلال سدرة تفيأها والدي ... حينذاك لصلاتهِ
ا ...... ننسج لحاء الأماكن …..
فردوسا من ظلال القصب…..

نسرد أحلامنا ل( نانا ) … تهدينا زهرة زقورية ……
نشارك بأعراس شبعاد …..
إذ تغني….. للهور* و ( الفالة )*……
…… (مشحوفنا طر الهور )…… 
نطير مع عيون نوارس … 
تغازل زعنانف سمك….. منتشية الغرق….. 
أُقاسمهم فُتاتَ خبز……. 
مغمسةَ … رضاب عروقِ الطين …..
نسرح ...بعشبِ الخيال فراشات ......
توقظنا … أطياف كلكامش …..
..............

أتذكرون؟؟ …….
حين يهطل مطر البراءة !! 
نسرق بوصلة الملاحة… ونطير أكتاف ريح…. 
كم مشطت الشمس جدائلها … ضفافا للهور 
فامتدت أحضان نجاة … لشبعاد الرافدين
اتذكرون ؟؟ ……
لمساتِ تموز الندية …. عباءة بردية …ذهبية الوشمات….. 
وعرش بجعة …منحت ظلها … شريان عشتار…..
أصبحت موجة… تداعب عرجون الشواطئ
تغفو قريرة الرمال… في مرافئ العسجد
..............

بعد قرن ونيف …. نفثتني صفعات……
شرخت وجه الماء …..امتصت غاليات دمي …… 
بمدن غدٍ كسيح الأنسياب ………..
خذل صلصال المسافات … دروبا عشقناها…… 
تشكو هزيع العطش … لرائحة الهور …….
أشمها … مدى ذكرى … ذابلة الحشود …….
أتمهل فواصل التنهدات … 
صواري منهكة الزمن ……. 
أسمع خشخشة رئته المنكوبة… اعاصير دخان ……. 
متى … نقص اذيال المآسي … 
متى …. نعود لأدراج السحاب ؟ ……
أرواح الشقوق تتوسل … نطفة مطر .....
من رحم الغيمات …….. 
ألا يتوالد البرق … جسدا للمواسم ؟…. 
ليُقَبل أنين القصب ؟ ….
أم رحلت ذاكرة المشاعر… لغابة الجحود ؟ ….
...............

لا تسألوني عن زيف النسيان … 
فد مزقه هذيان الجروح …. بخنجر مغترب …..
كيف ألملم ذاكرة الأمس ……
وغدي همس مبعثر ؟…… 
أصطاد زينة المضايف …..
لماذا ….تجمهر الضجر …صبر الطين ؟؟ …..
ونزف عَرَق التراقي ! …… 
أيروي نابعات الضمور؟؟
ما زلت أطل … نَوح الشباك الجائعة !!....
تموت كل حين … لرغيف الأشتهاء !!
تنعيه عيون التنور … لرماد القصب !!
............

اذكرها…..
بمناسك طامسة الويل…..
مخروطية الحدث…. في بئر التسكعات ….
يترنح دلوها ……
يغترف بوصلة الريح…… 
تصافح ارتعاش مسافات … سكنت عبراتها ….
يكابدني الأحتراق ….. وأنا
أسترجع احلامي بتمائم عشتار
أختمها لغة انبعاث
علكم تستذكروني … فضاء نبع … لا يُطمَر …… 
تجلت تاريخا… وتراث توهج بيارق أمنيات ……
اتذبح اصلاف القهر! ….. ؟
أتغسل اصلاب الجفاف !……؟
غدنا ناظرهِ قريب !!….
ليستنشق كفن الهور….. روح الرافدين ؟ ……
الطيور ما زالت محلقة ….
وانكيدو لم يزل ينتظر …..
21 / 7 / 016 .... إنعام كمونة



*
الجرغد : غطاء رأس نسائي من الملابس التقليدية العراقية. ويسميه البعض " الشيله أو العصابة التي تلف الرأس، وهو وشاح مصنوع من قماش ناعم عادة يكون لونه بني أوأسود أو أزرق أو أي لون غامق آخر. لا تزال تلبسه النساء كبيرات السن في المناسبات أو الزيارات أو الصلاة وليس بشكل دائم كما في الماضي.
*
الأهوار جمع هور وهي مسطحات مائية تمتد لمساحات واسعة في جنوب العراق تمتاز بثروات زراعية وحيوانية كثيرة والتنقل فيها بزورق يصنع محليا يسمى المشحوف كان يستخدم منذ القدم والحضارة السومرية بيئة ملائمة لهجرة الطيور تعرضت في مرحلة الحروب للجفاف والتجفيف مما اثر على حياة اهل الجنوب واقتصاد البلد الان بنى المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) المنعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1972 معاهدة حماية الموروث الحضاري والطبيعي التي تضمنت توصيات للتعاون الدولي في الحفاظ على المواقع ذات القيمة العالمية، باعتبارها ملكاً للأجيال المقبلة.
*
الفالة : المراد بها عصا لها ثلاث شعب من حديد يصاد بها السمك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق