{السِّراجُ الأَخير}.
وَلَّى الظَّلامُ وَهَلَّ الفَجْرُ وانْفَلَقَ.
واسْتَشْعَرَ القَلْبُ بَعْضَ الدِّفْءِ فانْطَلَقَ.
بَيْنَ الخَمائلِ وانْسابَت لَهُ دِيَمٌ.
قد أَكْسَبَت أَرْضَهُ مِن مائها عَبَقَا.
واسْتَخْلَصَت مِن رَحيقِ الزَّهْرِ قافِيَةً.
أَحالَتِ النَّثْرَ شِعْرًا جاوَزَ الأُفُقَ.
أَحالَتِ النَّثْرَ شِعْرًا جاوَزَ الأُفُقَ.
يا دَوْحَةً كادَتِ الأَشْواكُ تَخْنُقُها.
قد أَرْسَلَت قُبْلَةً للشَّوْكِ فاحْتَرَقَ.
جُذورُها أُمَّةٌ في الأَرْضِ ضارِبَةٌ.
قامَت وقد نَثَرَت أَشْواقَها حَبَقَا.
يا أُمَّةً ضاءَ صَدْرُ العالَمين بِها.
حَمَلْتُ حُبَّكِ إيمانًا وَمُعْتَنَقَا.
يا أُمَّةً آمَنَت بالْلَهِ فاسْتَعَرَت.
جَذْوَتُها في سَماءِ الحُبِّ فائْتَلَقَ.
وقد أَضاءَت سَبيلًا بالهُدى وَسَقَت.
مُسْتَنْبَتَ الفِكْرِ مِن إشْعاعِها غَدَقَا.
لا تُسْقِطي رايَةَ التَّوْحيدِ وارْتَفِعي.
بِها وَكُوني لَها مَهْدًا وَمُنْطَلَقَا.
أَمانَةٌ هِيَ والأَعْناقُ مُثْقَلَةٌ.
بِكُلِّ ما دَبَّرَ الأَعْداءُ والرُّفَقَا.
حَتَّى تَطاوَلَتِ الفَحْشاءُ وانْسَكَبَت.
مَعَ الكَبائرِ رِجْسًا أَغْلَقَ الطُّرُقَ.
بِسْمِ الجِهادِ وَبِسْمِ الدّينِ وانْقَلَبَت.
كُلُّ المَعاني وَحَلَّ المَوْتُ واخْتَنَقَ.
صَوْتُ الحَقيقَةِ في دارِ الفَناءِ وقد.
مَسَّ الجِياعَ مِنَ الأَفْرادِ والفُرَقَا.
بِكُلِّ سوءٍ وَخافَ الناسُ واضْطَرَبَت.
أَحْوالُهُم بَيْنَ مَن وَلَّى وَمَن صُعِقَ.
ما كُلُّ ذاكَ الذي يَجْري هُناكَ وَهَل.
مِن أَجْلِ هذا أَتى الإنْسانُ أو خُلِقَ.
ما بَالُ شَآمِنا قد ~أُمْطِرَت لَهَبًا.
والغَدْرُ قد فَجَّرَ الأَحْقادَ والحَنَقَ.
ما ذَنْبُها إذ أَرادَ الله مَوقِعَها.
وَإذ أَرادَ لَها أَن تُبْلِجَ الغَسَقَ.
وَكُلُّ ما قد جَنَتْهُ اليَوْمَ أَنَّ بِها.
مِنَ المَبادِئِ ما بالحَقِّ قد نَطَقَ.
وَهَل تُعاقَبُ مَن عَفَّت لِعِفَّتِها.
وَهَل يُثابُ الذي عَن دينِهِ مَرَقَ.
حَسْبُ البِلادِ وَحَسْبُ النّاسِ أَنَّ لَهُم.
مِنَ الكَرامَةِ ما قد أَحْدَثَ الأَرَقَ.
لِكُلِّ عَبْدٍ مَريدٍ خانَ سَيِّدَهُ.
ما ضَرَّ لَوْ قيلَ أَنَّ العَبْدَ قد سَرَقَ.
وَأَغْلَبُ النّاسِ مِن غَدرِ الزَّمانِ شَكوْ.
وَما أَقَلَّ مَن اسْتَكْفى بِما رُزِقَ.
زَمانُنا زَمَنُ الخَيْراتِ أَوَّلُهُ.
نورٌ وَآخِرُهُ عِلْمٌ وَفَيْضُ تُقى.
لَكِنَّنا قد أَسَأْنا للزَّمانِ وَمِن.
قَبْلُ لِأُمَّتِنا حَتَّى غَدَت مِزَقَا.
وَعِلَّةُ الضَعْفِ فينا أَنَّنا بَشَرٌ.
نَسْتَأْثِرُ البَيْنَ إيقاعًا وَمُفْتَرَقَا.
كَأَنَّنا قد حَلَفْنا مُنْذُ نَشْأَتِنا.
أَلّا نُصَدِّقَ مَن بالأَيْمِ قد صَدَقَ.
كَأَنَّ داحِسَ والغَبْراءَ ما نَزَعَت.
إلّا لِتُرْجِعَ مَن بالدَّمْعِ قد غَرِقَ.
أو أَنَّ بُؤْسًا مَضى قد صارَ مِن غَدِنا.
وَكُلُّ ماضٍ لَنا قد كانَ مُخْتَرَقَا.
حَتَّى تَسَلَّلَ لِلْأَعْماقِ مِنْهُ دُجىً.
وَأَظْلَمَ الحاضِرُ المَخْمورُ إذْ فَسَقَ.
لَوْلاكِ يا قَلْعَةَ الأَحْرارِ لَنْطَفَأَت.
شَمْسُ الصَّباحِ وَزالَ الفَجْرُ أو مُحِقَ.
سِراجُنا أَنْتِ يا فَيْحاءُ في نَفَقٍ.
أَحْبَبْتُ لِأَجْلِهِ السِّرْدابَ والنَّفَقَ.
وَكُلُّنا أَمَلٌ والكُلُّ مُنْدَفِعٌ.
لِسَحْقِ مَن بَثَّ في أَجْوائكِ القَلَقَ.
_____________ [{محمد منعس العجرمي أبو يسار].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق