امنحيني مطرَ الدّفء / كتب الشاعر / شلال عنوز

امنحيني مطرَ الدّفء
نص / شلال عنوز

كلّما هدأ طوفان تسابيح الوَجد
وغِيضَ دمع الّلهفة في مُدُني
يفور تنّور ذكرى
محمولا على أكتاف مهرجان عنيد
يعشِّش فيه يَمامُ أمانٍ صمّاء
يُؤجّجهُ هدير يتبدّى اشتياقا 
تدبّ فيه تراتيل عُري نسيان
يُجرجره تيّار تتسكّع فيه
مناسِك الولَه
تصطاف فيه عصافير الترقّب
ينثرني ملحا وماءً 
على أجنحة فراشات 
ملوّنة الاتجاهات 
في جزر مَنسِيّة 
تَموء فيها قِطَط التغرّب
سآوي اليكِ ....
عند مُنعطفات تهاليل نجوى
مكتظّة برائحة قهوة الحنين
لتعصمينني من غَرق تدفّق 
جوع الذبول
وتلمّينني قمح انتماء 
لحقول المجرّات
يُورق انتظاراً أبديّ الطّلع
في نُخيلات عُمري 
يَهيم في مقتربات الحُلم 
ليُمحّصَ وجع التّيه
..
يمحقَ الجفاء 
عندما تُزغرد العَنادل 
على وَشوشات هَمسِك
يتراقص شجر الحِنّاء على نَجيع 
ضفاف (الفاو)
امنحيني مَطر الدِّفء 
فأنا أفقٌ بلقعٌ
هجرته رطوبة الوَدْق 
وأنتِ مَدارات غُيوم ضاحكة
تَتبوّئين احتشاداً للغَيث
كي يزدهرَ حرثُ العمر..
بساتينَ فرح
طفلٌ مستفزٌّ أنا 
وأنتِ هدهدات أمٍّ حانية
عطّريني بنَقاء المُروج 
لأشمَّ نفح عطر العَنبر
عبر قارات قَسرِ التهجير
آناء التَّوق وأطراف السَّهر
ارسميني لوحة يتيمة المَلامح
كلّ لوحاتكِ تُبحر فيها النجوم 
تَضجُّ حقولَ سعادةٍ شرقيّة الدّلال 
تَتناسل فيها أسرار الرُّقم الخالدة
منذ عرفتكِ رقصت سنابلُ أُفقي 
عشقت الغناء..
مَن قال: انّ الغناءَ لغوٌ ماكرٌ 
وفيه تتألّق الأرواح ؟
سأظلّ أغنّيكِ 
حتى يستفيق صحو الشتاء
وتُشاكس القصيدة 
سرابيلَ المساء
لاتقولي:
غبشاً يرحل بالجنون 
هو نهارٌ 
يلتحف الزمان كلّه

النجف : 15- 6- 2016

الفاو : مدينة في جنوب العراق تقع على شط العرب وتتبع اداريا الى محافظة البصرة تكثر فيها مزارع الحنّاء والنخيل...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق