قراءة حول بنية القصة القصيرة عند الكاتب اسماعيل العواملة الحمداني / كتب الشاعر / فارس بن جدو

قراءة حول بنية القصة القصيرة عند الكاتب اسماعيل العواملة الحمداني 

مرشح
خاطبهم: لعنة الله على الراشي و المرتشي والرائش. تحت جنح الظلام، وزع أمواله لينتخبوه. كانت الصناديق فارغة من إسمه. قال: أكلوا خيري وصوتوا لغيري.

قط
سرق قطعة اللحم من الجزار، وأرداه قتيلاً بعد أن عفرها بالتراب، واستودعها القمامة. كانت من نصيب الشحاد الذي طرده من دكانه.

مجزرة
إقتتل الأخوة. بحثوا عن الغراب ليواري سوءاتهم. قال لهم: إبيض ريشي! أقسمت أن لا أعيدها. سأعلمكم كيف تسفون التراب على وجوهكم السوداء.

عزباء
لم يكن لها نصيب في عرسها تركت نصيبها معلقاً على شجرة الأماني وأخبرتها العصفورة بأن صبرها ضاع هدرا. شنقت نفسها.

القراءة :
تقوم القصة القصيرة للكاتب على نمذجة شخصيات خيالية في طابع واقعي معبِّر ، و قد تتجاوز الواقعية إلى الاسطورية من خلال استنطاق الحيوان بطريقة ساخرة إيحائية.

و يعمدُ الكاتبُ إلى توظيف الرموز كمعادل فنيٍّ أسلوبي للاحداث الاجتماعية وفق نمطٍ ساخرٍ في غالب الأحيان ، تعبيراً عن رأي الطبقتين الوسطى ( المثقفون ) و الكادحة تجاه القضايا الاجتماعية السائدة في الوطن العربي .
فيكون من هذا المنطلق ملتزما بقضايا الأنا الجمعي و ناقدا اجتماعياً في الآن ذاته ، ممّا يؤسس للحضور الفكري الواعي له ، كونه يقدم رؤية ذاتية من منظور الطبقتين السالفتي الذكر ، و تُعتبرُ الكثافة من المؤشرات الجمالية السائدة حيث ينفتح المشهد الدرامي على مختلف التأويلات و الدلالات ، فيما يمثِّلُ الإشراق مرتكزَ آليات التبليغ و التداول للرسالة ، كونها - مع الإيجاز الذي تتميز به - تعبِّرُ عن فحوى واسع الرؤية و خيالي النزعة ، في حلة واقعية ، مما يكسرُ آفاق التوقع لدى المتلقين و يجعلهم منبهرين بسرعة الأحداث و قد ينتظرون نهايةً ما فيصادفون بنهاية صادمةٍ في طابع ساخر ، كما قد يتشوقون لأحداث اخرى فإذا بالناص يسكتُ إعلانا عن النهاية . و في هذا الأمر تحقيقٌ للوظيفتين : الإخبارية و الوظيفة التداولية ؛ فاما هذه الاخيرة فتتعين بحسب الآليات الموظفة للتأثير على القارئ ( التكثيف / الإشراق / كسر التوقع ) و اما الوظيفة الإخبارية فهي وظيفة بعيدة المدى ،تتمثل في حاصل الرؤى التي تقدمها الرسالة باعتبارها جهازاً خطِّياً للإعلام و التفسير ؛ ( الرؤى الإجتماعية و المضمون الواقعي ) .

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق