ما طابت لي وما طبت لها / بقلم الكاتبة / شيماء العكيلي


ما طابت لي وما طبت لها
سقتني الدنيا عصارة 
مرارتها
وألقت بي الأقدار في
سواقي الفراق والغربة
لتطحنني في رحاها
كفلتني الهموم
وطوتني تحت جناحيها
ونزعتني السعادة
من بين حباياها
لتلجمني الدموع وتغرقني
في بحر الأحزان
اللامتناه

الأمل أصبح كالريشة
تتطاير بنفخة هواء
من الحظ العسير
الذي يتناساني
من دون الجمع الغفير
تشرق الشمس عندما
ينجلي الليل الطويل
وأنا ودعتني شمسي
منذ زمن بعيد
وسلمتني الى الليل
ليصحبني معه لنطوف
في مدلهمات الظلام
ونوقد سراج الذكريات
والحنين

تفانيت من أجل أن
أحقق أحلامي
فنفيت الى أرض
الواقع الذي
لا ينبت فيه
الا أوراق يابسه 
تلتهمها نيران الحرب
والفساد
فهي وقودها التي بها
تستعر وبها
نذوب
فلم يبقى لي
مدى أنظر اليه
سوى قدماي
التي تسمرت
بمكانها

فلا مناص للهروب
انطبقت علي الجدران
ووقع السقف المتين
فصفى بيدي حفنة
تراب
تسربت من بين أصابعي
لتتحرر من طبق اليدين
فسرى الهواء الخاوي
ليلفحني من كل
الجوانب
فلم أعد أشم النسيم
العليل
ما طابت لي الدنيا
وما طبت لها
وسيبقى خلاصي 
هو خروجي
منها
بالصراخ والعويل

شيماء العكيلي


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق