قراءة في قصيدة : " فلسفة الرحيل
" للشاعرة : صباح محمد.شام الهوى
النص : ...... فلسفة رحيل....
النص : ...... فلسفة رحيل....
عندما تعتزم
الروح الرحيل
تحزم الذكريات
أوراق وبتلات
عطر وأنفاس
وترتب الآلام
في صندوق الأمنيات
والصمت يحترف التأمل
كنظرة أخيرة
على نبضات الحياة
يلملم شتات الآهات
ويدخرها للعشاء الأخير
كرهينة لوقت الإختناق
أما عن الدموع
فلاذعة بعض الشيء
تنزف في انسياب
ماتبقى من ماء
لم يراق
نظرة أخيرة
ووداع ساكن
في لوحة شمع
تذوب في صمت
ويبقى خيط صغير
يحترق على مهل
قبل أن يطفئ
ويسدل الظلام
انتهى الفصل
وأسرج الليل
حصان البعد
وأغلق الكتاب
بنقطة في آخر
السطر.
الروح الرحيل
تحزم الذكريات
أوراق وبتلات
عطر وأنفاس
وترتب الآلام
في صندوق الأمنيات
والصمت يحترف التأمل
كنظرة أخيرة
على نبضات الحياة
يلملم شتات الآهات
ويدخرها للعشاء الأخير
كرهينة لوقت الإختناق
أما عن الدموع
فلاذعة بعض الشيء
تنزف في انسياب
ماتبقى من ماء
لم يراق
نظرة أخيرة
ووداع ساكن
في لوحة شمع
تذوب في صمت
ويبقى خيط صغير
يحترق على مهل
قبل أن يطفئ
ويسدل الظلام
انتهى الفصل
وأسرج الليل
حصان البعد
وأغلق الكتاب
بنقطة في آخر
السطر.
القراءة :
١ ) تنتمي القصيدة من حيث الجنسُ الأدبي إلى
قصيدة النثر بالنظر لكثافتها و توهجها على مختلف الدلالات في إطار التأويل المنفتح
على الإطلاق الشاعري.أما من حيث الأسلوب فهو أسلوب إشراقي من وحي الأنوار الكشفية
التي يراها الرائي في عوالم ما وراء الطبيعة ،أو القريب من منزلة المحبوب الأعلى .
٢ ) يعتبر هذا النصُّ عتبة فلسفية تعبر عن مكونٍ صوفي تأملي ، يستند إلى خلفية " العروج " أو الرحلة من عالم الموجودات إلى عالم الأروح لمعانقة المحبوب الأعلى أو البحث عن اليقين المطلق في فضاء " ما لا تراه الأعيان " ، و لعل ما يؤشر على ذلك هو مقوم " الرحيل "، إذ أن هذا الأخير هو إحالة مباشرة إلى مقوم آخر من جنسه ، و هو " الغياب " ، و الغياب هو غيبة عن الطبيعة و حضور في ما وراء الطبيعة بوارد ، و هذا الوارد قد يكون فرحا أو حزنا أو شعورا باللذة أو بالعذاب ، غير أن الناظر في مكنونات النص يرى في النزعة التشاؤمية الماثلة نافذةً مطلَّةً على صحراء الغياب الكلي بنكهة الاسترجاع الكرونولوجي للذكريات ، و بما أن استرجاع " ما كان " هو بوتقة الوارد الفعلي للغياب ، فإن مقوم " الليل " يمثل وطنَ الآهات و المجروحين ، و لا ضير أن يكون زمنا للعروج ، لما يحتويه من سكينة معبَّر عنها بلحظة " الصمت " ، إنه صمتٌ يختزلُ العوالم الثلاثة كما أشار إليها القديس أوغسطين ( عالم الذوات / عالم الموجودات / عالم الأرواح ) في منظومة كونية تتجسّد في مرآة النفس ، كون هذه الأخيرة صاحبة موقف من الطبيعة العليا للكون ، فهي قابعه في محور ( الحيرة و الغموض ) و تبحث عن الخلود ، إحالةً إلى مقوم " الماء " و هو رمز الحياة الأعظم ، إذا هدأ سكنت النفوس و إذا ماج هلكت في حينها ، و منه البحر أبحرٌ و أنهارٌ ( بحر الأرواح و بحر الزمان و بحر الحب و بحر الخطاب ) فالذات تعبر عن رحلتها و ظمإها إلى المعرفة و اليقين بمقابل الظمأ و هو الماء ، و لعلَّها تشيرُ إلى ما يعتريها من مخاطر بغية الوصول إلى الحقائق و المعارف الربانية ، و رغم هذه المعاناة النفسية و المجاهدات الروحية إلى أن مقام القرب من المبدأ الأعلى لم يتحقق استنادا لهذه العبارة : " و أسرج الليل حصان البعد " مما يحيلُ إلى النأي الملي عن منزلة " قاب قوسين " و منزلة " المنتهى " .
٣ )و تعتبرُ النقطة من السطر الرمزَ الأعظم في النص ، فهي إحالة مباشرة إلى اليقين و الأسرار الباطنية، كما تشير إلى القدرة الكلية للذات العليا ( الإله ) ، و اهل الهندسة يجعلونها مركز الدائرة في شتى الأحوال، و كذلك مركز النجمة الخماسية و السداسية ، و بإسقاط الهندسة الرياضية على الهندسة الفلكية ، تكون النقطة مؤشرا على الشمس ،من حيث مركزيتُها في المجموعة الشمسية، و بالتالي تتماثلان في الدلالة على الجوهر ، و هذا الأخير هو قطب التشاكلات و التباينات الفلكية و الكونية التي يقوم عليها الوجود.
٤ ) إن افتقاد هذا الخطاب لعنصر الإيقاع الخارجي لا يعني انعدام الإيقاع داخلي ,حيث أن إيقاع الأفكار و تفاصيل سرد الرحلة العروجية خلقا صورةً فنيَّةً تحكمها كرونولوجيا ( زمن الانطلاق / زمن الوصول ) و مخطط الأمكنة ( عالم الطبيعة و عالم ما وراء الطبيعه ) ، مما يؤشر على سلامة البناء الفني من حيث الوحدة العضوية.
٥ ) يقوم هذا النص على خلفية فلسفية عريضة ،و بطانة ابستيمولوجية يصعب حراكها ، انطلاقا من الظاهراتية: التي تركز على حاصل العلاقات بين الذات و الطبيعة الكونية ، مرورا بالفلسفة الإشراقية : التي يفسَّر قولُ القائل بالنظر إليها ؛ على أنه إشراقات عقلية صادرة عن لحظة مكاشفة للأنوار ، و وصولا إلى فلسفة التصوف : التي تعبر عن لحظة الرحلة و الانفصال عن الطبيعة لمعانقة الأرواح.
٢ ) يعتبر هذا النصُّ عتبة فلسفية تعبر عن مكونٍ صوفي تأملي ، يستند إلى خلفية " العروج " أو الرحلة من عالم الموجودات إلى عالم الأروح لمعانقة المحبوب الأعلى أو البحث عن اليقين المطلق في فضاء " ما لا تراه الأعيان " ، و لعل ما يؤشر على ذلك هو مقوم " الرحيل "، إذ أن هذا الأخير هو إحالة مباشرة إلى مقوم آخر من جنسه ، و هو " الغياب " ، و الغياب هو غيبة عن الطبيعة و حضور في ما وراء الطبيعة بوارد ، و هذا الوارد قد يكون فرحا أو حزنا أو شعورا باللذة أو بالعذاب ، غير أن الناظر في مكنونات النص يرى في النزعة التشاؤمية الماثلة نافذةً مطلَّةً على صحراء الغياب الكلي بنكهة الاسترجاع الكرونولوجي للذكريات ، و بما أن استرجاع " ما كان " هو بوتقة الوارد الفعلي للغياب ، فإن مقوم " الليل " يمثل وطنَ الآهات و المجروحين ، و لا ضير أن يكون زمنا للعروج ، لما يحتويه من سكينة معبَّر عنها بلحظة " الصمت " ، إنه صمتٌ يختزلُ العوالم الثلاثة كما أشار إليها القديس أوغسطين ( عالم الذوات / عالم الموجودات / عالم الأرواح ) في منظومة كونية تتجسّد في مرآة النفس ، كون هذه الأخيرة صاحبة موقف من الطبيعة العليا للكون ، فهي قابعه في محور ( الحيرة و الغموض ) و تبحث عن الخلود ، إحالةً إلى مقوم " الماء " و هو رمز الحياة الأعظم ، إذا هدأ سكنت النفوس و إذا ماج هلكت في حينها ، و منه البحر أبحرٌ و أنهارٌ ( بحر الأرواح و بحر الزمان و بحر الحب و بحر الخطاب ) فالذات تعبر عن رحلتها و ظمإها إلى المعرفة و اليقين بمقابل الظمأ و هو الماء ، و لعلَّها تشيرُ إلى ما يعتريها من مخاطر بغية الوصول إلى الحقائق و المعارف الربانية ، و رغم هذه المعاناة النفسية و المجاهدات الروحية إلى أن مقام القرب من المبدأ الأعلى لم يتحقق استنادا لهذه العبارة : " و أسرج الليل حصان البعد " مما يحيلُ إلى النأي الملي عن منزلة " قاب قوسين " و منزلة " المنتهى " .
٣ )و تعتبرُ النقطة من السطر الرمزَ الأعظم في النص ، فهي إحالة مباشرة إلى اليقين و الأسرار الباطنية، كما تشير إلى القدرة الكلية للذات العليا ( الإله ) ، و اهل الهندسة يجعلونها مركز الدائرة في شتى الأحوال، و كذلك مركز النجمة الخماسية و السداسية ، و بإسقاط الهندسة الرياضية على الهندسة الفلكية ، تكون النقطة مؤشرا على الشمس ،من حيث مركزيتُها في المجموعة الشمسية، و بالتالي تتماثلان في الدلالة على الجوهر ، و هذا الأخير هو قطب التشاكلات و التباينات الفلكية و الكونية التي يقوم عليها الوجود.
٤ ) إن افتقاد هذا الخطاب لعنصر الإيقاع الخارجي لا يعني انعدام الإيقاع داخلي ,حيث أن إيقاع الأفكار و تفاصيل سرد الرحلة العروجية خلقا صورةً فنيَّةً تحكمها كرونولوجيا ( زمن الانطلاق / زمن الوصول ) و مخطط الأمكنة ( عالم الطبيعة و عالم ما وراء الطبيعه ) ، مما يؤشر على سلامة البناء الفني من حيث الوحدة العضوية.
٥ ) يقوم هذا النص على خلفية فلسفية عريضة ،و بطانة ابستيمولوجية يصعب حراكها ، انطلاقا من الظاهراتية: التي تركز على حاصل العلاقات بين الذات و الطبيعة الكونية ، مرورا بالفلسفة الإشراقية : التي يفسَّر قولُ القائل بالنظر إليها ؛ على أنه إشراقات عقلية صادرة عن لحظة مكاشفة للأنوار ، و وصولا إلى فلسفة التصوف : التي تعبر عن لحظة الرحلة و الانفصال عن الطبيعة لمعانقة الأرواح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق