سامحيني يا نرسيسُ
______
______
لا تُقاطعيني هذا المساء
دَعْي الكلامَ يُرخي بِالظلالِ
فكلامُ الليلِ يمحوهُ النهار
وكلامُ النهارِ
يحتاجُ الرِجال
لكنَّ كلامَ المساءِ سيدتي
يمضي كالقضاء
ينقشُ كلَّ الحُروفِ على شظيّة
يمتطي كُلَّ مَطيّة
التاريخُ يا نرسيسُ
يُخَلِّدُ تغريدَ المساء
دعيني أعترفْ
لا تُقاطعيني لحظةً
لا تكتبي فوق جبيني أيَّ حرفٍ
لا تُسمِعيني أيَّ همسٍ
فإنّني أرجوكِ أنْ تكوني
كالقطّةِ الخرساءِ هذه المرّة
وتلفِّي بِأوراقِِ جريدةْ
كُلَّ ثرثرةِ النساء
في تِلكَ الشُقَّةِ الصَفْراءَ
يُخَلِّدُ تغريدَ المساء
دعيني أعترفْ
لا تُقاطعيني لحظةً
لا تكتبي فوق جبيني أيَّ حرفٍ
لا تُسمِعيني أيَّ همسٍ
فإنّني أرجوكِ أنْ تكوني
كالقطّةِ الخرساءِ هذه المرّة
وتلفِّي بِأوراقِِ جريدةْ
كُلَّ ثرثرةِ النساء
في تِلكَ الشُقَّةِ الصَفْراءَ
على ضِفَّةِ الشطِّ الجميلِ
كُنْتِ ترتدينَ زَيكِ المألوف
شَعْرُك الأشقر
كانَ يحتمي تحتَ وِسادة
مِكْيَاجُك النرْجِسيِّ
يتربَّصُ خلفَ سِتارة
منْ ألفِ قرنٍ
عِندما دنوتُ للمرّةِ الأولى
مِنَ الثغرِ العليل
قُلْتِ : لا ... لا أُريد
لكنَّكِ لمْ تتمنَّعي
ولمْ تمنَعي ... تِلكَ الموجة الحمْقى
يا أيَتُها الغافية فوقَ صدري
باللهِ عليكِ أنْ تقولي
إنْ تَرَكّتّهُ أُمَّهُ
فما ذَنْبُهُ ذاكَ الخروف
دعيني أعترف ...
لا تُقاطعيني هذه المرّة فقط
فإنَّ صدري يحترق
اِقذفي بِثرثرةِ النساءِ
في سَلّةِ مُهملاتٍ
أو في رُكنِِ زاويةٍ
كي أقولَ ما لديَّ ... ما بِصدري
طالَ عُمْري ...
وأنا أتربّصُ هذا المساء
فهلَّا تناسيتِ لحظةً
كُلّ ما قيلَ منْ غزلٍ
في رُدْفِ النساءِ
كمْ امتلات حقائبُهُنَّ بالكذبِ المُبجّلِ
كُنتُ ذِئباً جائعاً
وكُنتِ أنتِ في تلكَ الأمسيةِ الفَريسة
قُلتُ أُحبّكِ
كررتُها رُبما ألفَ مرّة
كما تتكررُ الدورةُ الصُغرى
راقصتكِ معَ أنني لا أجيدُ فنَّ الرقصِِ
كي تكوني كالخروفِ
على مذبحي ... يا طريدة
ناورْتُ بِشتى الأساليبِ
دعوتُ كلّ أنواعِ الأكاذيبِ
كُنْتُ في قمَّةِ التهذيبِ
وما يهمُّ الذيبُ
غيرَ إمساكِ الطريدة !
هَكذا كُنتُ
هَكذا كُنَّا ...
اِنْتَحلتُ صِفَةَ العاشقِ الوحيدِ
في هذا الزمان
أخبرْتُكِ همساً بأنَّه لا عبرةَ للمكانِ
وللأسفْ كُنتِ تُصدّقينَ
وقِطعةً منْ كُنوزكِ
تخلعينَ ...
ذابَتِ الشقّة العتيدة
وكرسي القش الوحيد وانتظرْتُ
وانتظرْتُ عِتمةَ الليلِ ...
فهلَّا سألتِ نَفسكِ يومها
عَنِ السبب ... يا للعجب
كُنتُ أُرِيدُ إخفاءَ آثارِ الجريمة
وللأسفْ ... كُنتِ تَضحكين
وتَشْعُرينَ بأنَّكِ تملكّتِ حِصاناً أبيضاً
وليسَ ذِئباً ...
في ذاكَ المساءِ ... دعيني أعترفْ
هذهِ المرّة لا تُقاطعيني
اِسمعيني ... سَأكْمِلُ القِصَّةَ
ذاتَ يوم ...
لكنني أرجوكِ ... سيدتي
ثُمَّ أرجوكِ ...
سامحيني ... سامحيني
_____
وليد.ع.العايش
9 / 8 / 2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق