كرومنا / نص الكاتب / محمود غنوم

كرومنا

أتيت بعنقودٍ مبجلٍ من العنب لأعصره، فانهرق منه دمع لا عصير، فهرعت 

للكرم، تحت العناقيد الدالية، و اعتصرت بيديّ عنقوداً هاهنا و عنقوداً 


هاهناك، فوجدت الحبات تقاطر من يدي دمعا، فارتعدت و احترت فبحثت عن 

اصل العرائش تلك...لاجدن ان اصلها جذع واحدة، شديدة ثخينة عظيمة، 

توالت عليها الازمنة -ولا زالت- فنحتت بها الشقوق و نقشت الآثار، هي 

صامدة في أصل الأرض تأبى الميل، نبشت حولها و نبشت فرأيتها متفرعة 

في الأرض الى مالا نهاية، كأنه بيت عنكبوت رهيب.

رباه رُحماك...أَأنا أمام شجرة الحياة!!...فبكيت اذ تلك اللحظة، و انهمرت 

دموعي، ففار الدمع على الجذور شاربة إياها شرب النهم الشره!

****
هي تلك شجرة الحياة من اصولنا طلعت، بسقيا احزاننا نمت، و فوق ذواتنا 

تدلت تُشرب ظمآننا دموعنا!

يا وارفةً أوراقها فتظلُّنا

خدعتنا بما فيك

بالحزن نبدأ و بالحزن ننتهي...

فلما كان الليل حزنا أسودا فإنّ الفجر دمع أبيض

التجذر سمتك، و التورق فعلتك، و الحزن...سنتك!


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق