كرومنا
أتيت بعنقودٍ مبجلٍ من العنب لأعصره،
فانهرق منه دمع لا عصير، فهرعت
للكرم، تحت العناقيد الدالية، و اعتصرت بيديّ
عنقوداً هاهنا و عنقوداً
هاهناك، فوجدت الحبات تقاطر من يدي دمعا، فارتعدت و احترت
فبحثت عن
اصل العرائش تلك...لاجدن ان اصلها جذع واحدة، شديدة ثخينة عظيمة،
توالت
عليها الازمنة -ولا زالت- فنحتت بها الشقوق و نقشت الآثار، هي
صامدة في أصل الأرض
تأبى الميل، نبشت حولها و نبشت فرأيتها متفرعة
في الأرض الى مالا نهاية، كأنه بيت
عنكبوت رهيب.
رباه رُحماك...أَأنا أمام شجرة الحياة!!...فبكيت
اذ تلك اللحظة، و انهمرت
دموعي، ففار الدمع على الجذور شاربة إياها شرب النهم
الشره!
****
هي تلك شجرة الحياة من اصولنا طلعت، بسقيا
احزاننا نمت، و فوق ذواتنا
تدلت تُشرب ظمآننا دموعنا!
يا وارفةً أوراقها فتظلُّنا
خدعتنا بما فيك
بالحزن نبدأ و بالحزن ننتهي...
فلما كان الليل حزنا أسودا فإنّ الفجر دمع
أبيض
التجذر سمتك، و التورق فعلتك، و
الحزن...سنتك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق