لَيست هِي الان ‫/ نص للكاتبة / آلاء حمدان


لَيست هِي الان 

أَشاحَت بِتلكَ النَرجِسياتِ بعيداً ، وَقَفَت تُلَوِحُ لها بَأن لا تَعود ،،
غَيرت كُحلَ عَينِها فَدلَهمَت كَانَها العَنود،،
لَبِسَت حالَها الجَديد و وَضَعت لَه زِينة تِلك العُقود،،
لَم تُجبَرها البِداياتُ أن تَعود ،،

ذَلك الَبيتُ البَالي لَيسَ لَُه مِن تَجديد 
أَسقُفهُ القَديمةُ حَجَبت عَنها عُلو السَماء 
حَتى نَوافذهُ كانت صَغيره بالكادِ اَطربت أُذنَها 
هِي تَذكرُ وِحدَتَها وَقربَ سَقفِها مِنها 
وَتذكُر كُل تَفاصيِل مَقتِها 
تَذكُرُ زِيفَ نَظرَتِها وابتسَامَتها وَتقُلبها 
دَعوها فَهي الاَن تَرتَدي حَال جَديداً 
دَعوها فَهيَ الَان تُولد كَينونَةَ عَصرِها
تَرفَعُ سَقفَها

وَتوسِع نَظَرَها ، دَعوها هِي الاَن اَجمل 
باتَت تُحسِنُ الغِناء وَرقصَ بَينَ اَزهارِ الفَناء
دَعوها فَقد اَبدلت تَفاصِيلها بأدق الاشياء 
دَعوها فَقد اَقفلت باب العَزاء 

لَيست هِي الان 
فِي حَديقةِ بَيتها الكَثيرُ مِن الحكِايات 
عِند بابها يَستقبلك ضُوء كبير ينير عَتمتَك وعَتمَتها 
واِن ابَطئت بِخطوتك وَجدت سَرائِر الامور 
خَلف تِلك الصَخره المُزعجة ، نَبتت شَتى انَواع الزُهور ، وَتَبنت في ثناياها اَعشاش اَجمل الطُيور 
وهناك عِند الحافة ، نَخلة عَظُمت في ارتفاعها 
اقترب ِمنها لتِذوق ثِمارها ، ولا تَخشى من جُودِها 
ارفع راسك عاليا ، وطالع نباتَ الشرفه وخذ من عَبَقِ ريحه ما يُنسيكَ شَقاء الليالي 

اُنظر جَيدا لِبيتها 
ماعد لديها نافذه فقد اَبدلتها بِشرفة بَاهقه
والسَقفُ انظر ما اجمله عَانق علو سَماء بِمفخَره
وابتسامتها شُعاعُ شُروق شَمس اتبعه وجود الغيوم فما كان منه الا ان يَثور 
وانظر لبريق العيون جليٌ بكحله يُشفي الشجون 
والخطوه في زينها كغزال انطلق توا للحقول .

‫ آلاء حمدان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق