البحرُ / كتبت الشاعرة / سامية خليفة


البحرُ 
.........

أقتفي أثرَ قدميكَ...والأمواجُ تلاطمها
تحاولُ أن تمحوَ رمالَ الذّكرى
فمهما كنتَ يا بحرُ عميقاً....لستَ أعمقَ من حبّي...وذكراهُ
إنْ كنتَ يا بحرُ عميقاً.. إن كنتَ مثلي تخبئ الأسرارَ
فأنا سرّي دفنتُه تحت أعماق ِأعماقِك
إن كنتَ يا بحرُ عالمَ الخرافةِ...فحبيبي أجملُ أسطورةٍ

هو أجمل من أدونيس الذي جابَ ظلالكَ واستراح على صدرِ أمواجِكَ
لينشر الحبّ في أبجديّةٍ
وأنا حبّي له أكبر من حبّ عشتارَ التي 
أيقظتْ في روحِهِ السّحر والمدى
حبّهُ تخطّى مداكَ وسحركَ...

وأنا يا بحرُ إن كنتُ مثلَك ...أدْفنُ الكنوزَ واللآلئ
فكنوزي التي دفنتُها في جرارِ الشّوقِ
بريقها أشدُّ....بريقُها تجاوزَ علوّ أمواجكَ
لاحق طيفَ الغائبِ
يا بحرُ إن كانَ الأفقُ فيك محدوداً

فأنا بحبّي
غامرتُ وتعدّيتُ حدودَ الأفقِ
لأعبرَ إلى برزخِ المستحيلِ 
وإن كانت البدايةُ فيك تشبهُ النهايةَ 
فأنا كانت لي بداية معه
شطبَتْ من قاموسِ العشقِ كلمةَ نهاية

يا بحرُ
كنتُ أظنّ أنّنا صنوانِ..من جبلةٍ واحدةٍ
وأنّ شموخَك في أمواجٍ عاتية
تعدّى حبّي العلوّ فاعتلى قمّةَ المجدِ
هكذا أنْتَ يا بحرُ 
بشاطئ تبتدي وبشاطئ تنتهي
والموجةُ فيك تلمْلمُ من هديركَ النّواحَ
وأنا يا بحر ألملم من أحزاني 
أنينَ جراحٍ
لكنّها أبداً...لا تنتهي

سامية خليفة - لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق