امرأة الظلام الشفيف / قصة قصيرة / بقلم الأديب / ياسين الزبيدي

امرأة الظلام الشفيف / قصة قصيرة /
---------------'-------------------------------------
تفجرت دموعي وجاشت احزاني عندما ترجلت ذات الخمار من العربة المتعبة غاذةة السير نحو بيوت منحها العملاق المخيف لأناس فقدوا جل احبتهم، أراد أن يعوضهم خساراتهم وانا من يعوضني خساراتي وايام حرماني

جفت دموعهم ودموعي بعد لم تجف،أحيانا اذرف دموعا بلون الدم..
تلك المرأة لم اتبين ملامحها لأنني كنت غارقا في بحيرة الصمت والظلام، ولكن المهم أن امامي امرأة تشتعل كما القنديل تعيد لي ذكريات ذلك القنديل الذي انطفأ منذ زمن. .
كنت أشعر من انفاسها وحركتها وهي تتململ في كرسيها بأنها لم تنج من الكارثة التي غطى ظلامها كل شيء

ذلك الكيان الجالس امامي جعل موسيقى الحرمان تعزف في داخلي فتذكرت كل شيء، الانهزامات، الكبوات، السيوف المثلومة، الرماح المتكسرة، الخيل المولية الأدبار.

في خضم الصمت والظلام أقضي أجمل اللحظات مستمتعا بالكيان الجالس امامي، ستبقى صورتها مؤطرة في خيالي ولن انسى ذات الخمار التي ترجلت ذات مساء من عربة متعبة وهي تغذ السير نحو بيوت محاطة بالفجيعة، تاركة عيوني تشيعها حتى غيبها الزقاق.
عيوني التي ملت التحديق، ساسميها امرأة الظلام، ،لكنه الظلام الشفيف. .


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق