العاطفةُ العاصِفة / قصيدة للشاعر / محمد منعس العجرمي

{العاطفةُ العاصِفة}.
[
المناسبة]: أَطْلَقَ الإرْهابِيّونَ قَذائفَ اليأس على مَدْرَسَةٍ للأطْفالِ فَقُتِلَ الدّارِسُ والمُدَرِّسُ في مَجْزَرَةٍ تَغَنَّت بِها قَنَواتُ سَفْكِ الدَّمِ السّورِيّ.

نَفِدَ المِدادُ وَهاجَ بَحْرُ العاطِفة.
وَأَثارَتِ الأَمْواجَ ريحٌ عاصِفة.

فاقَت بِسُرْعَتِها خَيالًا جامِحًا.
كَسَرَت مَكابِحَهُ السُّيولُ الجارِفة.

كُلُّ الوُجوهِ تَشابَهَت قَسَماتُها.
وَتَنازَعَت حَوْلَ الظِّلالِ الوارِفة.

كُلٌّ يُغَنّي عِنْدَ لَيْلاهُ الهَوى.
وأنا وَلَيْلى في جِراحٍ نازِفة.

لَهَبٌ يُؤَجِّجُنا وَأَقْدارٌ هُنا.
تَحْتَدُّ والأَيّامُ مِنْها خائفة.

لَيْلايَ أَنْتِ قَصيدَتي وَمَحَبَّتِي.
تِلْكَ التي بَقِيَت بِصَمْتٍ واجِفة.

ما زالَ فيها ما يُقالُ لأنها.
حَلَّت مَساءً في سَماءٍ كاشِفة.

لِيَقُضَّ مَضْجَعَها جَهولٌ عابِثٌ.
وَتَفُضَّ فاها ذِكْرَياتٌ ناسِفة.

هِيَ أُمَّةٌ تَبْكي على أَطْلالِها.
وَكَأَنَّها لِعِبادَةٍ هِيَ عاكِفة.

حَتَّى وَإنْ دُرِسَت رُسومٌ خَطَّها.
ذاكَ الرَّعيلُ مِنَ الجُدودِ السّالِفة.

أنا لَسْتُ أَدْري كَيْفَ حَلَّ خَريفُها.
أو رُبَّما سَتَهُبُّ يَوْمًا واقِفة.

وَتَساقَطَت أَوْراقُها في لَحْظَةٍ.
سالَت لَها تلكَ الدُّموعُ الزّائفة.

قد صارَتِ الأَحْداثُ بُعْدًا رابِعًا.
وَتَجاوَزَت حَدَّ الأَنا والطّائفة.

هِيَ في العِراقِ غُروبُ شَمْسٍ أَدْبَرَت.
عَنّا وَنادَت باقْتِرابِ الآزِفة؟.

لِيَعودَ أَشْرافٌ بِها لِتَقاتُلٍ.
بَيْنَ الطَّوائفِ في مَزاعِمَ آنِفة.

لم تَسْتَمِعْ لِنِداءِ عَقْلٍ جامِعٍ.
بَلْ أَهْمَلَت صَوْتَ الجُموعِ الزّاحِفة.

وَبِمِصْرَ شِرْيانُ الحَياةِ تَقَطَّعَت.
أَسْبابُهُ وَتَتابَعَت مُتَرادِفة.

وَتَكَشَّفَت كُلُّ المَحاذيرِ التي.
لَوْ أَنَّها سَبَقَت لَهَبَّت هاتِفَة.

لِثِمارِ ثَوْرَةِ ناصِرٍ في مَهْدِها.
وَلَقُدِّمَت شُعَلُ النُّفوسِ العارِفة.

وَلَعادَ عَهْدُكَ يا جَمالُ مُجَلْجِلًا.
وَلَطارَ إخْوانُ الظَّلامِ بِقاذِفة.

وَرَبيعُ تونُسَ كَيْفَ ضَلَّ طَريقَهُ.
وَخِصالُهُ هَل أُعْدِمَت بِمُصادَفة.

وَدِماؤها أَوَما تَزالُ رَخيصَةً.
في ظِلِّ حُكْمِ النَّهْضَةِ المُتَحالِفة.

مَعَ مَن أَرادوا أَن تَئِنَّ مَدائنُ الْ.
خَضْراءِ بَيْنَ مُناكِفٍ وَمُناكِفة.

إلّاكِ يا فَيْحاءُ قد أَدْرَكْتِ ما.
صَنَعَ البَعيرُ بِأُمَّةٍ مُتَجانِفة.

قد جاءَ مِن بَحْرِ الرِّمالِ مُهَلِّلًا.
وَمُبَشِّرًا بِزَوالِ آخِرِ عازِفة.

فَوَقَفْتِ في وَجْهِ العَواصِفِ والْمُدى.
وَوَقَفْتِ وَحْدَكِ يا حَبيبَةُ آسِفَة.

والذَّنْبُ أَنَّكِ يا دِمَشْقُ أَرَدْتِها.
أَنْ تَسْتَقيمَ كَأُمَّةٍ مُتَكاتِفَة.

يا سَيْفَ خالِدَ يا دُعاءَ مُحَمَّدٍ.
أَنْتِ الْجَلَا وَقُلوبُنا مُتَعاطِفة.

يا سُورِيَا يا عِزَّةَ الأَحْرارِ في.
وَطَنٍ تَمَزَّقَ تَحْتَ جَوْرِ العاصِفة.

لَن تُهْزَمي وَلَسَوْفَ تَبْقى أُمَّتي.
أَبَدًا كَما شَجَرُ الصُّنَوْبَرِ واقِفة.
_______________
[{
محمد منعس العجرمي أيو يسار}].

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق