امْرأة الرّيح / الشاعر / محمد الزهراوي


امْرأة الرّيح
لَها
عَلى الْوَجْهِ
حُزْنُ
الْمَسافاتِ
ودونَها..
يافَنّ الشِّعر
أصْواتٌ تُنادي
إلى غَدٍ.
منْ ألْقى بِيَ
وَراءها فوْق
جِبالِ هذا 
الْخَفاءِ طَويلاً؟
كأنْ لمْ تَعُدْ
ظاهِرَةَ النهْديْن
لَمْ تعُد فِكْرة

ولا مَنالَ يَدٍ.
في الْجَواشِنِ
تَخْبو بسِرْبالِها 
الْكَوْنِيِّ ..
مُنْذُ سِنينَ!
كمْ تطَوّحْتُ دونَها
أطْوي الأعوامَ..
أطْلُبُ مَغانِيَها
وفي الْمَعاجِمِ
خِيامَ أهْلِها.
ولأهَبَها نفْسي
وشكْل الجَمال
ما العمَلُ..
وأيْن المَفَرّ؟
في مِثْل هذه
المَواقِف يُتَوَسّلُ 
بِالجدَلِ وتُسْتدْعى
الفَلْسَفَةُ معَ
شَيءٍ من 
النّبيذ المُعتّقِ
والسَهَرِ والصّبْرِ.
ألَيْسَ لَها فِيّ
عِلّةُ الدُّنْيا؟
أوْغَلَتْ فِي
التّباعُدِ وأدلجت
في الهَمِّ..
أعْزَلَ كصُعْلوكٍ
في خِضَمِّ
هذا البَحر..
أقولُ أتفيّأ
عِنْدَها الأفْياءَ.
اقْتَفَيْتُ النِّفَّرِيَّ
اخْتَرْتُ الْغَوْصَ
أُفَتِّشُ في بُطونِ
الكُتُبِ عنْ
كِناسِها الْمُحَجّلِ 
وفِراشِها الوَثيرِ
حيْث أمَنّي النّفْسَ 
مِنْها بِقَبَسٍ 
وأمْتَطِيها فتَصْفن
بِي مِثْل خَيولٍ
ألْحَقُها وأنا
أشْكو مِن ظمَإٍ 
فتتّقي اللهَ فِي
صيْدِها الْواجِدِ
أوْ تَزيد الإغْواءَ .
ما كِدْتُ أدْنو
مِن اليَدَيْن 
مُسْتَسْقِياً حتّى
ولّتْ مُلَوِّحَة 
كنجْمَةٍ لا تُبالي
بِأسْهُمٍ سود ..
وَتشْكو الْفِراقَ
كَمُتَصَوِّفَةٍ تَخاف 
اللّهَ أوْ..
أُصولِيةٍ خرْقاءَ .
وخَلّفَتْني أُراعي 
السُّهى تَمْخُرُنِي 
الْغُرْبَةُ وكَما
يَفْعَلُ الذّئْبُ
ذهَبتْ تذْرَعُ الْبيدَ.
احْترْتُ ياعارِفاً..
أنا في الْمنافي
وهِيَ كَما
الْعِشْق الإلهِيّ
تنْزلُ في 
شفَقِ الرّوحِ 
وتَهُزُّنِي ..
نأْمَةً نأمَة.
انْظمّوا إلَيّ..
فيالَها مِن
أُغْنِيّةِ وطَنٍ.
اَلْمُلوكُ..
يَخافونَها عُروشَهُمْ.
وهِيَ تَجْعَلُ
هامَتي عالِيةً.
اَلْحَريق فِيّ
إلى النّجْدَيْنِ
ابْتَدأَ وأمْشي
بِها مُتّقِداً..
أبْحثُ كبَهْلولٍ 
عنْ امْرأة الرّيحِ.
آهٍ أيُّها 
السّادَةُ لوْ..
جرّبتُم الْهَوى.
أنا موْعودٌ..
ولي معَ الكَوْثَر
وسِحْرِها الأنْثًويّ
بُرْهَة لِقاءٍ.
ولا أدري لِمَ
نسْري ضَلّ..
عنْها يَبْحَثُ 
في الشّعابِ
وقصَب الوادي؟
رُبّما هُوَ يعلَم
الأمْرَ ويَعْرِفُ أنّني
أرْغَبُ معَها في
ليْلَةٍ حمْراءَ
؟؟..
محمد الزهراوي
برْشلونة/ إسبانيا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق