"ماري". قصة قصيرة
...يُلقي جسده المتعب على فراشه الموحش يلمحها من نافذة الذكرى. هناك تجلس "ماري" تستند للقصيدة، تلطخ أوراقه بأحمر شفاهها، فتبتل برضاب البوح وتحترق بلظى الشوق ،يمرر زفراته على صورتها، حتى تتغطى ملامحها بالضباب...،يمرر أنامله.. لتعود ابتسامتها ، التي ظلت ترافقه ، على قطعة من ورق، ينسحب يجر ذكراه إلى مكتبه الخشبي يتناول قلمه ليطلق سراح صرخاته الكامنة في قفصه الصدري....
...يُلقي جسده المتعب على فراشه الموحش يلمحها من نافذة الذكرى. هناك تجلس "ماري" تستند للقصيدة، تلطخ أوراقه بأحمر شفاهها، فتبتل برضاب البوح وتحترق بلظى الشوق ،يمرر زفراته على صورتها، حتى تتغطى ملامحها بالضباب...،يمرر أنامله.. لتعود ابتسامتها ، التي ظلت ترافقه ، على قطعة من ورق، ينسحب يجر ذكراه إلى مكتبه الخشبي يتناول قلمه ليطلق سراح صرخاته الكامنة في قفصه الصدري....
يتناول دفتره ليلقي بألمه الثقيل على الصفحات، قصيدة...تلو
الأخرى...علها ترحل "ماري" رحيلا آخر من دهاليز روحه ..محملة بحقائب
ذكرياتها ، تاركة له لذة الوطن وسابق عهده .
يكتب ويكتب لعل ذلك الآخر الذي يسكنه يرحل من ذاته... لكنها تحضر ملطخة بالمداد بين السطور وتشطر ذاته إلى نصفين، فترتعش أصابعه وهو يكتبها بين كل تنهيدة وأخرى، يستنشق عطرها من مسامات روحه المعطرة برذاذ من بقايا عطرها، يقتنع بتمكنها من مساحات الذاكرة والوجدان ....لن تعاوِد الرحيل _ماري_ أبدا لن ترحل...
يعود ويتناول قطعة الورق التي تحمل انعكاس ملامحها المنقوشة في مخيلته ....
تعود ذاكرته أدراجها إلى ما قبل شهور...أول يوم دون"ماري" ،البارحة كان يسامر حيرته، وهو يفكر في اقتراحها ،خيرته بينها وبين وطن صار موحشا بالنسبة لها، الموت أصبح حدثا يوميا يتكرر كل صباح كفنجان القهوة، ورائحة الدماء تعكر صفو النسمات.. أصوات الانفجارات تطرد العصافير والطيور من أوكارها.. وتقضم الهدوء...
هي تعرف رأيه في هذا جيدا مذ عرفته أول مرة قرأت جيدا ملامح وطنيته الثابتة التي لا يزعزعها قصف ولا غيره...
حملت حلمها الشرقي في حقائبها السوداء، وخرجت صباحا تركض، خوفا من أي قصف أو انفجار يباغت حلمها تذكرت أن لها وطن يصلح للأحلام تشرق فيه الشمس على وقع الهدوء والسكينة....
نهض متأخرا كغير عادته،.. استنشق عطر الغياب بجانبه، على مخدتها ورقة ...كتبت عليها(لقد سافرت دون رجعة الوداع..)
صرخ عاليا: ماري......وبقيت الجدران تكرر..
منية دبة / الجزائر
يكتب ويكتب لعل ذلك الآخر الذي يسكنه يرحل من ذاته... لكنها تحضر ملطخة بالمداد بين السطور وتشطر ذاته إلى نصفين، فترتعش أصابعه وهو يكتبها بين كل تنهيدة وأخرى، يستنشق عطرها من مسامات روحه المعطرة برذاذ من بقايا عطرها، يقتنع بتمكنها من مساحات الذاكرة والوجدان ....لن تعاوِد الرحيل _ماري_ أبدا لن ترحل...
يعود ويتناول قطعة الورق التي تحمل انعكاس ملامحها المنقوشة في مخيلته ....
تعود ذاكرته أدراجها إلى ما قبل شهور...أول يوم دون"ماري" ،البارحة كان يسامر حيرته، وهو يفكر في اقتراحها ،خيرته بينها وبين وطن صار موحشا بالنسبة لها، الموت أصبح حدثا يوميا يتكرر كل صباح كفنجان القهوة، ورائحة الدماء تعكر صفو النسمات.. أصوات الانفجارات تطرد العصافير والطيور من أوكارها.. وتقضم الهدوء...
هي تعرف رأيه في هذا جيدا مذ عرفته أول مرة قرأت جيدا ملامح وطنيته الثابتة التي لا يزعزعها قصف ولا غيره...
حملت حلمها الشرقي في حقائبها السوداء، وخرجت صباحا تركض، خوفا من أي قصف أو انفجار يباغت حلمها تذكرت أن لها وطن يصلح للأحلام تشرق فيه الشمس على وقع الهدوء والسكينة....
نهض متأخرا كغير عادته،.. استنشق عطر الغياب بجانبه، على مخدتها ورقة ...كتبت عليها(لقد سافرت دون رجعة الوداع..)
صرخ عاليا: ماري......وبقيت الجدران تكرر..
منية دبة / الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق