عتبة العقد الأخير / كتبت الشاعرة / رشيدة محمد الأنصاري

عتبة العقد الأخير

الآن
وقد سقطت كل الأنظمة
والمدى أصبح رمادا
فلا أرض
ولا سماء
ولا وطن
ولا أزقة توصلني
إليك
لم يبق شيء

فالعالم تعرى
إلا منك
وجودك هو الخيط
الذي يشدني
إلى أحبال الحياة
هو زهرة صحراء
تعيش بلا ماء
وتقهر اغلال
شمس آب
أنا
بحاجة
أن تحبني بقلبي
المتعب
في الأماكن الضيقة
في شوارع
ضاعت منها علامات
الطريق
والمرور مسموح
للكبار
وأنا قلبي طفل
مات في رحم
الوجع
أريدك أن تحبني
في منفى الأرواح
في الحافة المؤدية
إلى الفراغ
إلى الضياع
إلى اللانهائي
هناك
تحت زخات الحنين
ولذة المطر
وبرودة ناعمة
تنزلق فوق الرؤوس
تدغدغ كل خلية
جسدين بروح
واحدة
أن تحبني في
اللحظات الغامضة
و المآسي الغريبة
وأنت. ..هل تعتقد هذا
رحمة منك وشفقة
ل....إمرأة متشردة
فقيرة
مسكينة
مسكينة انا إليك
فقيرة أنا في ملكوت عينيك
متشردة على أرصفة
الأشواق
حمامة مذبوحة
بسكين الغياب
تلعب بها قطط الحارة
تتقاذفها أرجل الراحلين
ركبت قطارا لا محطة له
إذ تقلص بي الزمن
انكسر ظهر الأيام
قصرت سويعات الحياة
وانكمشت أحلام الورود
فأصبحت مشروع موت
يطوقني من كل زوايا
الدروب
أريدك أن تحبني
بهذا الجنون
جنوني النادر أمام
حروف تنزلق إلى العمق
تخترق سطور أوراقي
البيضاء
البالية
بعنف وحدة
فهل أنت مستعد  ؟؟؟
لتحبني بكل هذه
الطقوس والتفاصيل
بكل هذا اليتم والمنافي والقيود
إني اشتاقك
اشتهيك
لا أحد سواك
إذا انسحبت
خلف الضباب
ستهتك عرض جروحات
يصعب ترتيبها
في عتبة العقد الأخير
حيث بداية الانحدار
في رحلة يأس بكل
المخاوف
والحفر. ...

رشيدة محمد  الأنصاري

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق