خَريفُ الجَنَّةِ
=====================
عَلَامَها أُميّ..
وَجهها مُصفرٌّ كا لشَّمع
عَيناها الوَقُورَتانِ تَحبِسانِّ دَمعَتينِ مُتلَألئتَينِ
تَنتحبُ بِهدوءٍ لا يَخرقهُ سِوى ضَرباتِ قلبِها الهرمِ
بِرتابَةٍ قاتلةٍ
عَاصِفةٌ تُرابيَّةٌ.. لَا تنفَّكُ تَنفُثُ أَتربَتها لِتَملأ أَعيٌننا
وتُزكُمُ أُنوفَنَا برَوائحٍ اِعْتَدْنَاهَا
=====================
عَلَامَها أُميّ..
وَجهها مُصفرٌّ كا لشَّمع
عَيناها الوَقُورَتانِ تَحبِسانِّ دَمعَتينِ مُتلَألئتَينِ
تَنتحبُ بِهدوءٍ لا يَخرقهُ سِوى ضَرباتِ قلبِها الهرمِ
بِرتابَةٍ قاتلةٍ
عَاصِفةٌ تُرابيَّةٌ.. لَا تنفَّكُ تَنفُثُ أَتربَتها لِتَملأ أَعيٌننا
وتُزكُمُ أُنوفَنَا برَوائحٍ اِعْتَدْنَاهَا
رَغَمَ اِنْعِدامِ الرُّؤيا
أَبصرَتْ أُمِّي كُلَّ الطُّيورِ العائدةِ
وَالحمَّامُ الزَّاجلِ تَصْطَفقُ أَجنحتُها
قُربَ أَعشاشِها الآمنة
الْأصدقَاءُ يَنكمشونَ على بَعضِهم
يَمنَعونَ مَلابِسهُمْ المُتَطايرةِ منَ الظُّهورِ
كَيْ لَا تَفْضحَ وَجودَنا
قلقٌ يَفْترِسُ أَعصَابَنا
الخوفُ يُعمقُ رَغبتَنا في ما نَعجزُعنهُ
أُمنِياتُنا تَرتعشُ واهِنةً في نُفوسِنا تارَةٌ
وتَقِفُ عَنيفةً تارَةٌ أُخْرى
لِتَضِجَّ بِقَلَقِ أُمِّيِّ المُبرَّرِ
لَا يزالُ القدرُ يَحُكُّ انفَهُ الطَّويلَ
مُلَوِّحاً بمُفاجَأَةٍ
ما يَجْعلُني اَحْتَرقُ حِقدا
إشاراتٌ مُهِينَةٌ تَصفعُ مَشاعري
تَنْغرِزُ كَمَساميرٍ حادَّةٍ في جَسَدي
أَشعرُ بِالدَّمِ يَغُورُ في رَأْسي
يَكَادُ يَخْنِقُني
أَشعرُ بِسقوطِ أُمِّي
لِيَسْقُطَ قَلبي على الْأَرْضِ
لَا أَملُكُ إلا..دَفنَ وَجْهي بَيْنَ يَدَيّ المُرْتَعِشَتَيْنِ العَاجِزَتَيْنِ
كأَنَّ عَصَا مَنْقوعَةً بِالماءِ المَالِحِ وَالزَّيْتِ تَضْربُني
خَرِيفٌ يُنبِّئُ بمحارقَ أَضلُعِها
أُمِّي حَطبٌ منْ شَتاتٍ
أُمِّي صَدَى أَوْجَاعٍ صامتَةٍ
صَمَّاءُ لَا تُتقنُ سِوى الإيماء
أَوْ كَشفَ رَأْسِهَا لِلسَّماءِ
أُمِّي أَيْقونَةٌ مُبارَكَةٌ.. اِنْحَدَرَتْ منَ اُرْضِ الطِّين
( العَشْرَات وَأَبو سَبع) _1_
=====================
1- منطقة تقع في اهوار العراق \ محافظة ميسان \ التي تنحدر منها أمي..
مهدي سهم الربيعي \\ العراق \\
أَبصرَتْ أُمِّي كُلَّ الطُّيورِ العائدةِ
وَالحمَّامُ الزَّاجلِ تَصْطَفقُ أَجنحتُها
قُربَ أَعشاشِها الآمنة
الْأصدقَاءُ يَنكمشونَ على بَعضِهم
يَمنَعونَ مَلابِسهُمْ المُتَطايرةِ منَ الظُّهورِ
كَيْ لَا تَفْضحَ وَجودَنا
قلقٌ يَفْترِسُ أَعصَابَنا
الخوفُ يُعمقُ رَغبتَنا في ما نَعجزُعنهُ
أُمنِياتُنا تَرتعشُ واهِنةً في نُفوسِنا تارَةٌ
وتَقِفُ عَنيفةً تارَةٌ أُخْرى
لِتَضِجَّ بِقَلَقِ أُمِّيِّ المُبرَّرِ
لَا يزالُ القدرُ يَحُكُّ انفَهُ الطَّويلَ
مُلَوِّحاً بمُفاجَأَةٍ
ما يَجْعلُني اَحْتَرقُ حِقدا
إشاراتٌ مُهِينَةٌ تَصفعُ مَشاعري
تَنْغرِزُ كَمَساميرٍ حادَّةٍ في جَسَدي
أَشعرُ بِالدَّمِ يَغُورُ في رَأْسي
يَكَادُ يَخْنِقُني
أَشعرُ بِسقوطِ أُمِّي
لِيَسْقُطَ قَلبي على الْأَرْضِ
لَا أَملُكُ إلا..دَفنَ وَجْهي بَيْنَ يَدَيّ المُرْتَعِشَتَيْنِ العَاجِزَتَيْنِ
كأَنَّ عَصَا مَنْقوعَةً بِالماءِ المَالِحِ وَالزَّيْتِ تَضْربُني
خَرِيفٌ يُنبِّئُ بمحارقَ أَضلُعِها
أُمِّي حَطبٌ منْ شَتاتٍ
أُمِّي صَدَى أَوْجَاعٍ صامتَةٍ
صَمَّاءُ لَا تُتقنُ سِوى الإيماء
أَوْ كَشفَ رَأْسِهَا لِلسَّماءِ
أُمِّي أَيْقونَةٌ مُبارَكَةٌ.. اِنْحَدَرَتْ منَ اُرْضِ الطِّين
( العَشْرَات وَأَبو سَبع) _1_
=====================
1- منطقة تقع في اهوار العراق \ محافظة ميسان \ التي تنحدر منها أمي..
مهدي سهم الربيعي \\ العراق \\
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق