رقص العين / كتب الشاعر / عبد اللطيف رعري

رقص العين

كان زمني غياب
وللغياب في صدر الغمامة
رشمة تحار من عقمها النجوم
وكأن لاصفرار الوجوه
في عتمة الشهور طلسم يظهر
فتنحني له الهموم
محموما بتخاريف أهل النوادر
المتخمة بالبكاء
في متاهات الوجل العالق بالأعناق
مزكوم بشتات روائح الاقحوان
وإن صدّت في عمق السنين تبغي
سيل الزلال
فلا بقاء للصدى وحناجر الغانيات
 
فيها بحة وهزال
هي ديدان الارض ترشق الريح بالهراء
وتلطف الارق بحفيف الشجر
هي تهاليل الغسق الكسيح
باتت تشم عنفوان البحر
وعلى أطماع القطيع آخر سحنة للغدر
والبحر في البحر
 
منتهى حدودي عزلة في

غياب لمّة الاندهاش
ومبدأ الشر  في طيّة فساتين
أيقنت منذ الميلاد أنها من صنع شمطاء
 
تعرّت على بياض الروح
والبحر يسخر من البحر
فلا تسأليني حصر الشهور
 
في نهاية الشهوات
فالقلب الذي مدّك حبور التمرد
والسفر فكل متاهة
سينتهي لا محالة فارغا من دمه
منكمشا لعاره
صامدا للصعقة الاخيرة لبرد الليالي  الموجعة
كما لا سلطة للعشق الابدي
على الوقوف متفردا أمام حمقي
والبحر يودع البحر
عمن نخفي رقص العين
وهوى الديار بشارة
والأطلال في هدمها  تحلم جارة

عبد اللطيف رعري /مونتبوليي/فرنسا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق