ديوان حديث الياسمين 2

تم بعون الله و توفيقه صدور ديوان : حديث الياسمين 2 .... المشترك الذي ضم 45 شاعر و شاعرة من جميع البلدان العربية و طبع الديوان عبر دار الينابيع للطبع و التوزيع في دمشق
الشعراء و الشاعرات المشاركون حسب الترتيب الأبجدي :

المشاركون في الكتاب :
1-
محمد الدمشقي
2-
أريج حيدر قيروط
3-
أمينة اغتامي
4-
إنعام كمونة
5-
إيمان بركات
6-
تانيا الحاج
7-
جانيت لطوف
8-
حسين عوفي
9-
خالد خلات المرشاوي
10-
خلود فوزات فرحات
11-
ربا مسلم
12-
رغد اسليم
13-
زكريا بهلول
14-
زهرة النابلي
15-
سعد الحداد
16-
سلمى إبراهيم
17-
سليمى السرايري
18-
سوزان المصري
19-
شحادة الجنيد
20-
صالح أحمد
21 –
عباس الساعدي
22-
علي الحسين
23-
عدنان بصل
24-
عدنان جمعة
25-
غازي عاصي
26-
غفران عربي
27-
فاطمة العزب
28-
فضيلة ذياب
29-
فراس الأمين
30-
فؤاد الحسين
31-
فيروز مخول
32-
فيينا مؤيد
33-
لاجورد عبد المجيد
34-
مآب نجوى أبو الهيجاء
35-
منتصر قواس
36-
ميثاق الحلفي
37-
ميرفت أبو حمزة
38-
ميساء زيدان
39-
ميلينا مطانيوس عيسى
40-
ناصر رباع
41-
نعمت خلات المرشاوي
42-
هالا الشعار
43-
هدى بن محمد القاتي
44-
هيام صعب
45-
وفا ديب

و هذا تقديم الأستاذ الدكتور : أحمد جار الله ياسين للديوان :
عتبة في الطريق الى ( حديث الياسمين )
أ.م . د احمد جارالله ياسين 


تمثل نصوص ( حديث الياسمين ) محاولات ابداعية مختلفة لرسم خارطة جذابة ، متنوعة الألوان والخطوط لبانوراما شعرية عربية ، يتجلى فيها الاجتهاد الفني في الأشكال والمضامين لعدد كبير من الشعراء ومن أجيال مختلفة ، و تتآخى النصوص فيما بينها جنبا إلى جنب ،على ما فيها من تباين في طبيعة اللغة بين الحداثة والتراث ، ويحكم تميز بعضها عن بعض مدى الابداع الفردي وطبيعة الرؤى الشخصية للتجربة المعيشة ، فضلا عن ذوق القارئ وخبراته واستجابته التفاعلية للنصوص .
ثمة معطيات مشتركة مهمة في الكتاب يمكننا الإشارة اليها لتمكين خطوات القارئ من تحقيق الوقوف المناسب على عتبات النصوص، ومن ثم وضع الخطوة الثانية في الولوج الى عوالمها واستيعابها والتفاعل معها ، فضلا عن تسهيل مهمته في رسم تصورات عامة عن طبيعة التجارب الشعرية في الكتاب .
وفي مقدمة تلك المعطيات التي رصدناها مرونة التوافق الفني بين الشعراء من جهة هذا القبول الجميل المنسجم للأشكال الفنية بين الشعراء ، على الرغم من التفاوت الكبير أحيانا بين شكل وآخر من ناحية العمق التاريخي لجذور الشكل ، والتباين بين التقانات الفنية الكلاسيكية والحداثية على صعيد اللغة والصورة والايقاع ، ونلحظ ذلك مثلا بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر ، فالأولى عريقة الجذور ، والثانية حديثة النسغ ، أما التقانات فإن من يقرأ النصوص من الشكلين سيجد الفرق الكبير بينهما لاسيما في مسالة الإيقاع ، فالقصيدة العمودية إيقاعها العروضي واضح ينتهي بالتقفيات الموحدة ،أما قصيدة النثر فإنه من الصعب حصر إيقاعاتها في شكل واحد لأننا وجدنا نصوصها تختلف في اختيار الإيقاع بحسب اختلاف خبرات الشعراء ورؤاهم ..ومع ذلك كله فإن الشكلين تواجدا متجاورين في هذا الكتاب دلالة على تجاوز شعرائهما عقدة الأفضلية التاريخية والفنية التي كثيرا ما تحدث عنها كثير من الشعراء والنقاد وتسببت بالانفصال بينهما في أغلب الإصدرات الشعرية المشتركة ، فالأفضلية التي يؤمن بها شعراء (حديث الياسمين) تتجلى في ثقتهم العميقة بأن الابداع لا يتوقف عند شكل دون آخر ، بل لانهاية لابتكاراته ، وأن من يحكم على قيمة النص ليس انحيازه إلى شكل كلاسيكي أو حداثي وإنما انحيازه الى فرادة رؤية الشاعر وخصوصية تجربته ومقدرته الفنية على التشكيل ما بين القصيدة العمودية والنثرية والهايكو، ومهارته في التدليل الى افكاره فضلا عن أن تلك القيمة ترتبط أيضا بعملية الاستجابة والتلقي لدى القارئ وخبراته الثقافية ومديات تذوقه الفني .
ومن المعطيات الأخرى التي تُحسب للكتاب كونه استطاع أيضا تجاوز بعض العقد الاجتماعية المتجذرة في الجانب السلبي من الثقافة الابداعية العربية، القائمة على فكرة ترسيخ التمايز المتعصب سرا أو علنا بين النتاجين الذكوري والأنثوي بناء على دوافع مسبقة لا علاقة لها بالإبداع ، ينتج عنها فرز قسري للنتاج الذكوري عن الأنثوي بطريقة استعلائية ، تمجد النتاج الأول على حساب الثاني الذي تنظر إليه تلك الثقافة نظرة خاصة تصل الى درجة تهميشه واقصائه ليس عن الحقل النقدي بل حتى عن حقل ِالنشر لاسيما المشترك ، وهذه الإجراء الأخير تجاوزه الكتاب عبر فتحه الفضاء أمام كم كبير، ونوع متميز فنيا من النتاج الأنثوي، كمبادرة فعلية وذكية لعبور ذلك الجانب السلبي علها تسهم في تحجيمه أو جعله وراءها في خانة الماضي .
إن التنوع الجغرافي لانتماءات الشعراء في الكتاب لم يلغ التوحد بينهم في أغلب الهموم والقضايا الفكرية والانسانية التي تناولتها النصوص لاسيما التي تخص الواقع المتأزم لكثير من البلدان العربية التي تعاني من الاضطرابات والحروب التي أطرت صورة الوطن وحضوره في أغلب النصوص. فوجع الشام والأوطان العربية ، بصوره القاتمة المختلفة التي شكلتها فعاليات الحروب والاضطرابات الداخلية ، وحركة النزوح والتهجير، وشراسة الموت ، وارتداد آثار ذلك كله في النفس الإنسانية وتجليه بهيئة تأملات ذات ابعاد رمزية وروحية ، حضر عبر إشارات شعرية مختلفة في نصوص ( أريج قيروط ، تانيا الحاج ،جانيت لطوف ،عدنان بصل ، علي الحسين ، غازي عاصي ، فراس الامين ، منتصر قواس ) ..أما دمشق فتحضر بصور متنوعة في نصوص خاصة عند ( د. سعد الحداد ، غفران عربي ).
لكن من جانب آخر تجلى الحب في كثير من النصوص كموضوع مهمة في مشغل الحياة الإنسانية لدى الشعراء بوصفه منفذا للخلاص من الواقع اليومي العقيم والمأساوي الذي يحاصر الذات الشاعرة على الصعيدين الذاتي والعام ، فلا تجد سعادتها الروحية إلا في الحب الذي يعيد شعريا تشكيل الجانب الانساني بأرقى صوره العاطفية والنفسية لدى تلك الذوات المبدعة والعاشقة للآخر او لفكرة الحب نفسها ، كما نجد ذلك مثلا عند ( محمد الدمشقي ، انعام كمونة ، ايمان بركات ، جانيت لطوف ، خالد خلات ، خلود فواز فرحات ، ربا مسلم ، رغد اسليم ، امجد الصفدي ، د. سعد الحداد ، سليمى السرايري ، سوزان المصري ،شحادة الجنيد ، عباس الساعدي ، غفران عربي ، فاطمة العزب ، فضيلة دياب ، فيروز مخول ، فيينا مؤيد ، مآب نجوى ابو الهيجا ، ميساء زيدان ، ميلينيا مطانيوس ، نعمت خلات المرشاوي ، هيام صعب , وفاء ديب )
إن القارئ يلحظ أيضا إدراك الشعراء لملامح التغييرات التي حدثت في العالم من حولهم في الحاضر واختلاف الاشياء، كما نجد صدى ذلك في نصوص ( زهرة النابلي ، سليمى السرايري ، صالح احمد ، ميثاق الحلفي ، هدى بن محمد القاتي )، وأزمة الحاضر دفعت الشعراء إلى البحث عن حلول بديلة الى جانب تشبثهم بثيمة ( الحب ) – كما ذكرنا سابقا - ومن تلك الحلول الأخرى الاستنجاد بالجانب المشرق من التاريخ ورموزه القيادية ، كما فعلت (ميرفت ابو حمزة ) أو تمجيد الحرية كما نقرأ عند (لاجورد عبد المجيد )،أما( فاطمة العزب ) فتلجأ إلى استحضار ذكرى الأحبة الغائبين كالأم مثلا بديلا عن احساسها بالاغتراب في الحاضر. ، أما عالم الأحلام فيمثل الفضاء الآخر لحركة بعض الشعراء مثل ( فؤاد الحسين ، هيام صعب ).
و أخيرا نقول لعل من فضائل النشر الالكتروني أنه أتاح الفرصة أمام عدد كبير من الشعراء للتعارف والتواصل الابداعي والفكري والالتقاء على سطوح الشاشات الالكترونية في فضاء اسمه ( حديث الياسمين ) يقف وراءه عدد كبير من المبدعين وفي مقدمتهم الشاعر المبدع محمد الدمشقي الذي بذل جهدا واسعا في الإعداد لهذا الكتاب ودعوة الشعراء للمشاركة فيه ، وبعد أن توطدت تلك العلاقات والأواصر بين الشعراء وجدوا أن من الأفضل أيضا نقل هذه التجربة إلى الفضاء الكلاسيكي للنشر المتمظهر على سطح الورق بين دفتي كتاب مشترك ، يسهم أيضا بإيصال التجارب الشعرية الى الجمهور التقليدي الذي تعود على قراءة الشعر مرتسم الحروف والكلمات على سطح يمكن أن يلمسه القارئ ويقلب طياته ويتأمل بما بين السطور وما وراء الكلمات في الوقت الذي يختاره ومدته غير مقيد بالاشتراطات الالكترونية التي يفرضها النشر الحديث على صفحات الفيس بوك ..التي فاح منها عطر الياسمين الشعري وانتشر حتى وصل إلى صفحات هذا الكتاب الجميل بنصوصه الشعرية المتألقة إبداعا وفكرا .


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق