//بداية إنسان حقيقي//
هنا في أعماق روحي يسكن
ظلي..
يلملم بقايا أشلائي المنغمسة
في الجنوح الهزلي..
وبريشة من ألم يرسم لوحة
العذراء الأخيرة..
مطلقا حنجرتي على دروب
الاعتراف..
صالبا الضياع الهازئ بحواء
الساجدة لنقاء الحياة..
لحب رجل علمها النضوج..
أدخلها في سراديب الغرف
المرقعة بالكتب والحروف
والمجرة..
..................
اليوم سأحمل الكلمة..
وأتبع الطريق المؤدي إلى
الهيكل..
لأطرد الشيطان من أحشاء
قلمي..
سأسجد للنور المنبثق من
قماش محتقن بانحناءات
الأصابع المحترقة..
مختنق بملامسة الأنفاس
المتراكضة في صعود
وهبوط..
وسكب الألوان في الشرايين
المنتظرة ضم الوجه القاني
إليها..
...................
الحدس يخبرني بأنها القيامة..
هواجسي الذابلة على المذبح
سترقد..
ستنحرني الخناجر بلا تردد..
لأرتفع إلى نهاية البداية..
وألد الخلاص الأخير
بالموت سواء..
أو بالحياة سواء..
.....................
سأمشي وأمشي..
وأنادي طيفك المتواري عن
الفرح..
عن إرادة السماء..
أنا هنا..أراك
كن معي..باركني
نادني فأركع شامخة لقداسة
المقصلة..
وأرتل أغنية اليأس الضامرة..
وأرتاح بكل مشيئتي
لقدر داهمني بكامل إرادتي..
......................
كنت ضلعا صنع من الرجاء
المصطنع..
ولدتني أمي لأكون لحنا للقاء
ووداع..
منديلا يهزأ بالأقفال والممرات
والطاولات المرهقة من الحرب
والأبطال والأقصوصات..
وبعد الحقيقة بسطر
كملاك حاسر الرأس
تأهبت لصعود الأدراج الورقية
وملامسة هدب الله..
لأختم النشرة الروتينية برقادي
المنزعج..
بلوعتي التائقة لزنبقة ليلية
تتجول وفي عنقها أمانة
تصدح ببداية امرأة اختارت
الحقيقة مصادفة منذ اليوم
الأول لرسالتها..
ميلينا عيسى
0 التعليقات
