رحلة
التهب خاطره ضيما فقرَر أن يٌطلَق زريبة الشَر. فتَش في دفاتره
القديمة عن الزَاد، غفا بين سطورها فهلَلت
ذاكرته ومدَت الخطى.
انطلقت الرَحلة...شراع يهادن الرَيح وربَان يحمل بين جنبيه فجر صباح...لكنَ البوصلة تعطَلت، فأين الاتَجاه وكيف الخلاص؟ وعلى مرمى النَوايا تتحرَك أمواج عاتية، وجهتها الشرق. ترى هل تسبقه إلى مطلع الشَمس وتغرقه في الظَلام؟ اهتزَ كيانه. هل يٌقير الحلم وتبتلع أمواج الجهل الرَجاء.
همس في أذنه نورس عابر: إن رُمت نجاة فتدبَر خطَة تكبح جماح طوفان العطن. زمَ شفتيه وأحكم غلق قفصه الصدري خشية أن تلوَث الترَهات نبضه.
عانقت روحه الأفق وهمهم: لا بدَ أن أصلح البوصلة وأن أعتلي خيط الفجر معبرا نحو مرفإ الصباح. أحسَ بلسعة ...فتح عينيه وإذا النافذة مفتوحة بفعل الرَياح.
جميلة عطوي
تونس
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق