وانتظرتك قدرا...
للبحر شذى شعري …
وروح قصائدي كلها...
هدير مواجعي التي أسكنتها ...
شواطئ غربتي الممتدة من زمن طفولة الأصداف ...
وطفولة الأقلام...
إلى متانة الأرض ...
وروح قصائدي كلها...
هدير مواجعي التي أسكنتها ...
شواطئ غربتي الممتدة من زمن طفولة الأصداف ...
وطفولة الأقلام...
إلى متانة الأرض ...
وعزة الكاف ...ونماء الصنوبر...
وسنابل القمح التي أهدتني قافيتي...
كرما ...
وعمّدتنى بماء طهور ...
وأسمتني بنت صنوبر...
وبنت تلال ...
فرحت وأنا الصغيرة ...إلى مرابع الأجداد أجري...
وأجري...وراء السنابل حينا...
ووراء الفراش المسافر من حقلنا...
من أرضنا ...
إلى أين ...هي تسافر...
وتسافر وتسابق النور ...والليل...
كنت حينها طفلة في مقاس بساطة الحلم...
ودمية ...وحبة حلوى وضفائر ألهو بها ...
ونحن نسابق الريح ...
وكل غيمة يجيء بها الفصل ...
فصل الشتاء...
ما كنت أدرك أسفارها ...
ومضى العمر بي يسابق عمرا...
وأدركت حلم الفراش المسافر من حقلنا ...
نعم أدركت سر الرحيل ...
وسر الطواف ...وكيف تفتش عن نصفك الأخر ...
ورسمك الأخر...
ونصف ظلك الثاني ...
بين ثنايا الرؤى ...
وبقايا البقاء...
وكبر الحلم بداخلي طفلة ...
تعاكس سير الرؤى ...وثبات القصائد...
كبقاء الصنوبر في عناد مع الريح العاصف ...
والعاصف ...
وكبرنا ونحن نعاند الريح دهرا...
وكبرت أحلامنا...
وانفجرت بداخلي أسارير بوح ...
وبدء جميل ...وقصائد من تراب البلاد...
وعقيق البنفسج ورحيق الخيال...
وظللت أسافر بالحرف من زمن إلى زمن...
ومن وطن إلى وطن...
وأتعبني السير يا أماه ...
وأتعتبتني الرؤى ...والرحيل ...
نعم أتعبتني ...نعم أرهقتني ...
هو الرحيل ...من رحيل إلى رحيل ...
وذات مساء رحلت من العاصمة ...
إلى كافنا...
بداية حلمي...
و لحظة حبوي الجميل المنقوش في ذاكرتي ...
في خاصرتي من زمن الميلاد...
رحلت إلى الوالدة ...
وقبلت يديها ...ورجليها المضمّخة بالحناء عشقا ...
وبكيت على صدرها وجعا ...
وبللت شال الحرير ...
ولثمت حبيبات مسبحة ...
كانت في يدها اليمنى تسبح وتدعو لي ...
نعم هي الوالدة ...
ورأيت على طاولة المجاز جريدة هذا المساء ...
وكنت أحس بأنّ هناك خلاص ...
وشعرت أن هناك ملاك يأمرني بالوقوف...
لجلب الصحيفة والجريدة ...
وكأن روح تسكنها وحروفها كلمتني ...
يقينا ...و أهدتني ما كتبته الأبراج ...
وأخبرتني أنا خلاصك في البحر ...
ويقينك في البحر أيتها الرائعة ...
أيتها الناسكة قبل الغياب ...وقبل الحضور...
فأني سمعت ملاك السماء يحدث عنك ...
وينشر في الأرض وبين الرعية...
ألف قبول... وألف قبول ...
هيا ارحلي إلى البحر ...
بنت الصنوبر...
طاهرة في سجود الحلم ...وقبل نوم عرائس البحر...
وقبل بداية هذا الزفاف...
فكل النوارس تردد اسمك للبحر ...
وفارس الحلم من مغيب الشمس قد وصل للتو ...
وقبل البحر...
وقدم لرمال الشواطئ أوراق اعتماده كلها ...
وكلها ...وكلها ...
منقوشة بحر اليقين وحبر الخلاص ...
عجلي إلى البحر...
فحبك الأبدي الذي أخبرتك عنه أبراج الجرائد...
والكواكب نائم في صخرة العمر منتظرا بعد القدوم ...
ونور المجيء...
عجلي إلى البحر...
أيا بحر بحري...
أيا هواي...
يا شاهد صبحي وحلمي وتضرعي ...
في منتصف الليل ...
سأغتسل بملحك طهرا...
هو الياسمين...في مده في جزره...
يا ساكن البحر يا شغف الفكر ...
يا لهفة الوجدان في شعاب لحظتها...
يا قبلة رسمت على كف أمنية من زمن الربان...
تفتش عن ملح قافية أو ملح حرف ...
كانت تخبئه القصيدة لي قدرا في ملوحة البحر...
فيا بحر قلبي يا نعيم الجنان...
كيف تخون؟...
وكيف تخون ...
وترحل... قبل تمام الفصول ...
وقبل بناء النوارس أعشاشها...
و كيف يكون انتظارك حلما من زمان الأماني ...
فكيف أكون؟...
و كيف أخون؟...
و كيف يا بحر أسكرت تلك العيون وديعة...
سالمتها في صخب الليل جسدا به يلتهب...
كيف يكون المَقام مقام مسافر...
وهو يا بحر فيك الغريق...
و حلم صديق همس مشاعر مع الليل...
صافح لامس ...صفو الرّحيق...
فحبك يا أيها القادم من غياب الزمان حريقا ...
وسجنا... وقيدا ونارا ونورا...
و حين اشدّ إليك الرّحال ...
واشتاقك في شفة البحر رحيقا...
نبيذا...
وكأنك أنت غواية عمري...
وأنت كفاية حزني وفقدي...
فكيف أوافقك الرحيل...
وليلي لليلك يهفو ...
وصبحي لصبحك يهفو...
وأناملي التي ضمّختها تبرا ...
تحن لرمل الشواطئ ...
يا أيها النون المسافر في غدي...
في ضياء الشمس ...
كنا عاشقين على شط المصيف نكابر عمرا ...
ونسابق ...ونسرق ما بقي من العمر رملا...
وعشقا...وتيها ...وذنبا على شرفات المقاصد...
والقصائد...
وأرواح البحر ...
وأبدية الروح ....
والماء والنار...
وتمازجنا ...وفي حضرة البحر وباركتنا آلهة الحب...
وعرائس البحر جميعها أهدتني تذاكر للسفر ...
في عمق ذاكرة الغياب ...
في ذاكرة التمني ...
في ذاكرة الحلم الذي يجيء به الريح من بلاد البلاد قدرا...
في ذبذبات المد والجزر ...
وفي حبيبات مسبحة لناسكة تسكن الكاف من زمن ...
تدعو كل صباح وكل مساء ...
وتوزع عن صبية الفقراء أرغفة...
وكان ...وكان ...وكان ...
وانتصر الحلم ...حلم الرؤى...
وصرت جميلة جدا وجدا ...
وفي مقاس صنوبر...
شكرا لك أيها ...
شكرا لك أيها الحلم القادم من جزر السلام ...
احبك بدءً...
احبك روحا...
دواما ...
ودرب سلام ...
فأنت خلاصي ...وأنت المقام ...
فنعم المقام....
بقلم الشاعرة :
وسيلة المولهي (بنت الصنوبر والتلال)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق