وحيداً أجلس / بقلم الشاعر / محمد الأشقر

" وحيداً أجلس "

لا أحد يُراقِبني .. ولا أُراقب أحد ..
في زمنِ منسي .. و وقتِ مهمل ..
حرٌ أنا داخل تقلبات وجهي ..
ابتساماتي ..حزني .. و خيالي ..


لا أحد يُنادي بإسمي 
ليسألني سؤالاً سخيفا بِلا معني ؛
قد أجيد جوابه وقد أتجاهله بإبتسامةٍ عابرة ..

لا أحد يُلقي علي نصائحه , أفكاره ,
أو حتى حكاياه ..
أو يُحدثني عن اعجابه بشحصي ..
لا أحد يَتلفت عليً من بعيدٍ ؛ 
و يُهاجِمُني بِنظراتٍ لئيمة ثم يسقطها ..
لا أحد يُترجم صَمتي بسذاجة كَيفما يُريد 
أو يُصدر ضَجيجاً ليفيقني من سكوني ..
أُكافئ نفسي برشفةِ قهوةٍ 
ملت إنتظاري ..
و أتركها ببطئ ..
لأعود لِصخبي أو هُدوئي ..
ألتمس وجهي إن أردت ..
أنظر الى المرآة المقابلة ..
ما زالت لحيتي مرتبة ..
أتحسس شعري حيناً ،
بحالةٍ جيدة هو الأن ..
غارق أنا ..
بـ عبقِ الماضي ..
و جنون الحاضر ..
ومستقبل مبهم ..
وحيداً أجلس .. معي ..
بإنتظار حلم ..
لا بعيداً ولا قريباً ..
أصنعه بيومي .. لغدي ..
وحيدا أجلس ..
لا سعيدا .. ولا حزينا ..
وحيداً أجلس .. و قهوتي ..
وحيداً أجلس مع ذاتي ..
وحيداً أجلس بِلا أحد ..
وعندما أموت أيضاً ؛ سأجلس وحيداً ..
ولكن بتعديل بسيط في القصيدة ..
فبعد موتي لا تجلسوا معي ؛ 
فقط أعيدوا الحياة لحرفي ، 
و اذكروني .. واكتبوا :
"
هذا ما خطه ذاك الغريب بقلمه " ..
فأنتم تعرفون عنواني الجديد ..
وأنا أعرف عناوينكم القديمة ..
و ها أنا مصادفة أذيل بإسمي الوصية .. ~

محمد الأشقر / فلسطين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق