عاشقة الحرف سهام محمد / كتب فراس الأمين



أسعد الله أوقاتكم أصدقائي

اليوم حديثنا في فقرة قصة وشاعر مميزة سنتحدث بها عن شاعرة عرفناها عاشقة للحرف سيدة معطاءة كريمة خلوقة مبدعة خلاقة تنثر بماء الورد إنها الاستاذة سهام محمد عاشقة الحرف 


هي من توغلت في أرواحنا حتى المآل الأخير ورسمت لشهقة الجراح دمعة سوسنة قبل أن تعطر قلوبنا بأريجها تحدثت عن نزف الوطن فأبكت ضمائرنا ورسمت أوراقا للقصيدة التائهة وجعلت الشوق بين الأنين والحنين بأبجدية رومنسية على درجة عالية من الحس الانساني والشاعري أبدعت بعشقها للحرف فأحببناها انسانة شاعرة تكتب الحروف فتزهر تتأمل البحر فتبحر
سهام محمد بوزيد
ولدت فكان تمام النور في مدينة طبرقة التي تقع بالشمال الغربي لتونس درست آداب قسم اللغات وحصلت على ديبلوم أكاديمي في فنون التجميل

مما كتبته في الحب :

احبك....
ليس لان الربيع 
توشح فيك طرى شبابه
او انك 
حلم الفراش لديه
برشف 
رحيق السنى من رضابه
وليس لان الغصون
تثنت و حيت نسيم دلالك 
وانت كذلك....
لكن .....
لانك حلم يشرق على 
بوجه الحياة الجميل الصبوح.....
كطل .....
يعانق ورد الربيع 
كشمس تشرق 
لتذيب جليد الصباح
كنجم يبث الضياء
فيغمر روض المحبين انسا
وحبى كذلك ....

ولأنها الأنثى رقيقة المشاعر سريعة الغضب والصفح  ولأنه الشعر كان للحب على أوراقها عزف القلب واستحقت أن تكون سيدة الحرف فهو ينصاع لإرادتها فتوظفه في شتى الاتجاهات سهما لا يخطئ هدفه
ولأن كل أم وطن داخل الوطن فإن انتمائها مدرسة نضيف عليها الشعر لينزف قلمها  عطرا :

"نزف وطن"
تحت ضلوع الأرض الخاوية على
........................
عروشها
تقبر جثث الأحلام
يد القتل واحدة و الأسباب عديدة
على المنابر تلقى الأفاعي خطب
.........................
المجازر
فتتهاوى الأقنعة بعد التكبير
متى كان الفحيح يفرق بين فرائسه؟
شيطان المعابد يزرع الرعب في قلب
..........................
الياسمين
عويل القمر يقتل الليل. ...
فترحل النجوم عن مداراتها
و ذاك الصمت الملعون يحتل
...................
صدر الشوارع
أيتها المدن النائمة على مضطجع
........................
الوجع
كيف استسلمت؟ 
لماذا فتحت نوافذك للموت؟ 
و جعلت من كفيك مزاد تباع فيه
.......................
الحرائر
متى نحرق الليل بالفجر؟ ......

في زمن خفت به صوت الحقيقة تأتي هذه الصرخة من تونس الخضراء كي يستيقظ الحلم العربي من ثباته وليسجل التاريخ أننا عرب نؤمن بالحياة وننتظر الفجر بالأمل والحب
اننا عرب نقدس حضارة الياسمين ونلتف حول أوطاننا لنكون حصنها الحصين

إنها الشاعرة سهام محمد التي بدأت معنا الرحلة في مجلة فلسفة قلم فكانت فقرات (( مدينة وتاريخ وقصيدة وشاعر والكثير من المبادرات العفوية الهادفة دائما إلى الحوار وتحفيز العقول )) في الحقيقة احترت كيف أستطيع أن أكرمها وأنا صاحب الحرف المتواضع أمام عشقها كيف سأتحدث عنها ولطالما كانت هي المقدامة في ساحة العطاء فلم أجد إلا سجيتي والصدق ويبقى دائما في القلب ما لا تترجمه اللغات ولا قدرة للحروف أن تعبر عنه  وقد كتبت بحقها القليل عسى أن نوفيها جزء صغير من حقها علينا وإلى أن يجمعنا شاعر آخر أترككم بحفظ الله ورعايته 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق