أبو الشبل البغدادي / كتبت الشاعرة / سهام محمد

سلسلة قصيدة وشاعر


شاعرنا اليوم شاعر من زمن الشعر الجميل وهو ملك من ملوك الشعر في عصره وقد كان شاعرا مجيدا محسنا حكيما وفيلسوفا ومتكلما فاضلا وأدبيا بارعا عرف بظرافته رغم شهرته وعلو منزلته ورفعة قدره 


إنه أبو علي محمد بن الحسين بن عبدالله بن أحمد بن يوسف بن شبل بن أسامة البغدادي المعروف باسم أبو الشبل البغدادي 
وقد أطلق عليه إبن ابي اصيبعة اسم أبو علي الحسين بن عبدالله بن يوسف بن شبل وقد زعم بعضهم انه الحسين بن عبدلله 
ولد ابن الشبل البغدادي في حي الحريم الطاهري ببغداد عام 401هجري حسبما ذكر ياقوت الحموي وابن النجار وقد نشأ في بغداد وتعلم إلى يد علماؤها الفقه والفلك والشعر والأدب والطب والنحو والصرف والفلسفة وقد نبغ في طب العيون والشعر وقد اشتهر بحكمته وكان دائما محط ثناء المؤرخين 

قال فيه ابن أبي اصيبعة صاحب كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء بعدما ذكر شيئا من طبه "كان حكيما فيلسوفا وشاعرا مجيدا "
كما قال فيه ياقوت الحموي ..كان متميزا بالحكمة والفلسفة خبيرا بصناعة الطب اديبا فاضلا
وقد قال فيه علي الباخرزي ...............................
وبغداد إبن شبلها الخادر في قصباتها...وابن نحريرها النحريربين شعرائها
وقد أجمع رجالا الأدب والشعر المعاصرين له كابن النجار والقفطي وابن خلكان و الصفدي و ابن أخ السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو الملك والجغرافي والمؤرخ تقي الدين عمر الأيوبي إلى حكمته وبلاغة شعره 
و أكثر ما برز به ابن الشبل بعد طب العيون هو الشعر وكان الغالب إلى شعره هو الحكم والمواعظ والتدبر إذ كان يقتبس حملا و عبارات من القرآن ويستعمل في شعره الكثير من الأساليب القرآنية وهذا ما زاد من بيان وصلاوة قصائده 

له ديوان شهيرا كان أول من ذكره ابن النجار في القرن السابع الهجري ثم تبعه في ذلك القفطي ومن بعدهم ذكره أيضا الذهبيوصلاح الدين الصفدي وقد فقد وضاع هذا الديوان كما ضاعت أكثر اشعار وقصائد ابن الشبل ولم يصل لنا في العصر الحالي إلا عشرين قصيدة من قصائده الكثيرة 

من أشهر قصائده الباقية ...قصيدة بلاغة تحكي عن الحكمة ونسبت إلى ابن سينا و ذلك لأن ابن الشبل يتشارك مع ابن سينا في الكنية فابو علي هي نفس كنية ابن سينا ونفس اسم الآباء كما زعم البعض أن اسم ابن الشبل هو الحسين بن عبدلله وهذا اسم ابن سينا الحقيقي كل هذه المعطيات ساهمت في نسب القصيدة لأبن سينا وهي في واقع الأمر لابن الشبل البغدادي وهذه بعض من أبيات القصيدة 

بربك أيها الفلك المدار.........أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء.....ففي افها منا منك ابتهار
وفيك نرى الفضاء وهل فضاء.....سوى هذا الفضاء به تدار
وعندك ترفع الأرواح أم هل......مع الأجساد يدركها البوار
وموج ذا المجرة أم فرند........على لجج الدروع له أوار
وفيك الشمس رافعة شعاعا......بأجنحة قوادمها قصار
وطوق في النجوم من الليالي......هلالك أم يدفيها سوار
وشهب ذا الخواطف أم نبال........عليها المرخ تقدح والعفار
وتصيع نجومك أم حباب......تولف بينه اللجج الغزار
تباري ثم تحنس راجعات.....وتكنس مثل ما كنس الصوار
فبينا الشرق يقدمها صعودا.....تلقاها من الغرب انحدار
على ما مضى وعليه يمضي ...صوال مني وآجال قصار
وأيام تعرفنا مداها...........لها انفاسنا ابدا شغار
ودهر ينثر الأعمار نثرا.......كما الغصن بالورد انتثار
ودنيا كلما وضعت حنينا....عذاه من نوائبها ظؤار
هي العشواء ما خبطت هشيم.....هي العجماءما جرحت جبار
فمن يوم بلا أمس ليوم......بغير غد إليه بنا يسار......

هذه بعض من أبيات قصيدة ابن الشبل البغدادي الشهيرة والطويلة 
وقد توفي هذا الشاعر في 20 محرم سنة 473 هجري 
تاركا وراءه إرث أدبي و شعري غاية في الإبداع 

كانت أصدقائي الأكارم هذه لمحة عن مسيرة الشاعر والأديب والفيلسوف وفقيه والفلكي العباسي شهير ابن الشبل البغدادي 
إلى أن نلتقي مع شاعر آخر وقصيدة أخرى لكم مني انا سهام محمد ألف تحية وسلام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق