قِف مَكَانَك / بقلم الشاعر / عبد العظيم كحيل


قِف مَكَانَك

إِشارة بِكَف اليَد 
بِشمالها 
بيمينها تَحْتَضن أخاها 
تقول بِصَمْت 
قِفْ مَكانك لا تُصَورني 
قِفْ مكانك لا تُكلمني 
قِفْ مكانك لا تتقدم 
أرجوك إن كنت تفهم 
دعني هذه خُصوصيتي 


أجلس في أرض الله 
أتَلَحَف سَماء ربي 
أسندت ظهري
على جذع شجرة 
أحتضن أخي 
ولا أبكي 
لا أُريد شفقة 
مِن عَبْد أَذَلَني 
لا أُريد عَطْف 
مِن عَبْد شَرَدَني 
يكْفيني مَؤنة 
مَن للحياة وَهَبني 
إن أراد لي موتاً 
هو مَن وَهَبني الحياة 
وهو مَن يأخذني 
هو ربي لا الله إلا هو 

أنار الدنيا بمصابيح
نور نهتدي به 
ودَرْبي بالقَدَر مرسوم 
بِجَمع جَسدين 
تحت غطاء ستر ربي 
أنا لَم أختر أمي وأبي 
ولا مَن هو أخي 
ولا اخترت موطني
ولا اخترت فَقْرِي 
وتشردي
الذَنْبُ ليس ذنبي 
أنا بِنْت آدم 
و أخي ابن آدم 
وكلنا مِن آدم 
وردم مِن تراب 
نأكل الطعام 
وللطعام دخول ومخرجا
ننظف أسناننا 
و نمسح قَذارَة خروجنا 

و نشرب ماء لِنَرْوي عَطْشنا
بَيعَ مُلْك مَلِك بِكُوب ماء
في صحراء خشية الموت 
باع نصف مُلكِه 
والنصف الاخر لِخُروجه 
قِف مَكَانك!
كَفَى مُتاجرة في حَقي 
أنا مثلك لي الحق 
بعيش كريم 
لا تنظر إليَّ بِشَفَقَة 
لي حق معلوم ربي أوصى
للسائل و المحروم 
قف مكانك!
لا تنظر اليّ 
بنظرة التعطفِ 
نَظْرَتك تقتلني 
أنا طفلة نعم طفلة 

أخبرك لِتُخْبِر العالم 
إن كُنتَ لا تعلم 
أُعْلِمُكَ بنفسي 
إن فُسْتاني المُهَلْهَل 
و سروالي المُمَزَق وما تحته 
حتى حذائي...
شَرَف!
يُوَزع لِبلاد العرب أوطاني ...

عبد العظيم كحيل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق