في عيونِ اللهِ / بقلم الشاعر / سليم الجط

في عيونِ اللهِ:

توَضَّأَ صباحاً ،سَجَدَ لِلّهِ،غَمَرَتِ الدموعُ عينيهِ،هاقد° أتى العيدُ،قَبَّلَ زوجتَهُ الحبيبةَ،وأولادَهُ، كِنزَهُ في هذهِ الدّنيا،المَحبّةُ تُرَفرِفُ بجناحيها فوقَ بيتِهِ،خرجَ وكَبَّرَ،ونَحَرَ الخروفَ المربوطَ أمامَ بابِ البيتِ،إنّهُ نَذ°رُهُ وأضحيةُ العيدِ،وزَّعَ اللحمَ على أهلِهِ وجيرانِهِ،وبعضِ المساكينِ الفقراءِ،تَرَحَّموا جميعُهُم على أمواتِهِ،ودَعَوا لهُ ولِعائِلتِهِ بالخيرِ،ارتسَمَت° على مُحَيّاهُ ابتسامةٌ 


تَنِمُّ عن قلبٍ طيّبٍ نَقِيٍّ،يُحِبُّ الخيرَ للجميعِ دونَ استثناءٍ.
وهناكَ أيضاً،في البعيدِ البعيدِ،قامَ آخَرُ لِيُصَلّي،تَوَضّأ،وسَجَدَ،غَمَرَتِ الدموعُ عينيهِ وبَلّلَت° لِحيتَهُ الكَثّةَ الطويلةَ،تَذَكّرَ حبيبتَهُ التي حُرِمَ الزواجَ منها،ووالِديهِ اللذينِ تُوفِّيا مُذ° كانَ مُراهِقاً،وعَمَّهُ القاسيَ الذي تكفّلَ برعايتِهِ،وأختَهُ التي انتُهِكَ عِرضُها في (كوسوفو)،ودروسَ الدِّينِ التي كانَ أميرُهُ (أبو قتادة) يُلَقِّنَهُ إيّاها،مَرّت° حياتُهُ الصعبةُ أمامَهُ في ثَوانٍ قليلةٍ،لكنّها مالَبِثَت° أن° زالت° عندما تَخَيّلَ صُورَ الحُورِيّاتِ الفاتناتِ والأموالِ الكثيرةِ،والوعودِ الأرضيّةِ والسّماويّةِ التي وعَدَهُ بها أميرُهُ ،ثمّ كَبَّرَ،وخرجَ حامِلاً ساطورَهُ،هاقد° أتى دورُهُ لِيَنحَرَ ذلكَ الجُنديَّ الأسيرَ المربوطَ خارِجاً،كما أمَرَهُ الأميرُ.
وفي ذاتِ الوقتِ،سالت° دماءٌ هُنا،ودماءٌ هناكَ،وكانَ الجميعُ مبتهجينَ.
*************************************************************************************
العصفور الدمشقي
29/3/2016



شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق