هنــاك
بقلم/ حسين الساعدي - العراق
بقلم/ حسين الساعدي - العراق
هناك ..
عندَ نهايات العمرِ المحدودبِ
في زوايا مدينة مسكونة بالقلقِ
يقلبُ وريقات أمل موحش
يبيت على ليلِ الهمومِ بحسرةٍ
ينقبُ في بارقةِ
تبعدُ هواجسه
مثقل بعذاباتِ سنين
أدماها الحزن
يستجلي طيفاً إثرَ طيفٍ
يكوى بكلّ نهار
ألفُ سوطٍ
ولسعةِ نارِ
كلَّ ليلٍ
يترقبُ تاريخاً
سوف يُكتبُ لاحقاً
يُروى فيه
أبن رجل محدودب
هناك ....
يحلم به
كحلم الطين بالماء
قافلةٌ تمتدُّ على أفقٍ
يسمعُ أزيزَ رصاصات نائية
تخرقُ حجب اللاجدوى
يغرسُ القلق أنيابه
يقتربُ الصوت
يجثوا على أمله الأوحد
يدنو ثم يدنو
أزيز رصاصات مجنونة
وهي تعوي
يتخطى الصوت
كل المسافات يطوي
يرى آلة حدباء
جثمان مسجى
يلفهُ كفناً كُتبَ عليه
" الله أكبر "
هنا أنتهى تاريخ
روي فيه
هناك رجل محدودب
يقبع في زواياه
يتجرع بعد كأس اللهيب
كأس رماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق