(( نـــحـــن )) / بقلم الشاعر / شحادة الجنيد


(( نـــحـــن )) 
___________________
على قبر من .. سينتهي البكاء !
و شريعة الخريف المستعبدة منذ أجيال
ترمل بعباءتها الهائجة كل ربيع
تعدو بظلها من جذع شجرة 
لنهدي شجرة عصيات .. إلا من الطعنات
و يرضعون ثمارهم الخالية من العمر خوفا
و لا يستحمون يوما واحدا تحت المطر 
لأن الوداع ثورة عمياء
لا تنبت سوى المنفى
و الأشواك الصفراء ..


على قاموس من .. سيعدل التاريخ !
و فستان اللغة الطويل 
المزركش بكل أشكال الورود 
اهترأ بمقصات الغواة الآثمين 
و أضحت كامرأة عذراء مغتصبة
تخجل و تخاف 
كلما اشتد موسم الزفاف ..
على دعوات من .. سيهطل الحب !
و الأيادي المرتجفة لكل صلاة 
يمتص سكر دمها على خدود النوافذ
كحساء للظلام
و تسقط بارده بلا قبل 
على عتبات الفجر
و لا ترفع دموع المآذن و الكنائس 
القاحلة على الطرق المؤدية للدخان
لأن الحمائم البيضاء
تحتضر سعالا بالرماد
موتا إثر موت ..

بلا أمل نمضي
و المسافة بين حقيبة و عذاب مهجر
تطول باحتراق بلا رأفة 
فماذا بعد البعيد يتربصنا
و القريب ذلٌ يأخذ صورا لنا
من أجل رغيف هزيل 
و تصفيق له بولاء كبير ..

يا أيها الزمن الضائع من وقتنا
كمفقود الهوية على ذمة الغرباء
إسمعني .. أعطني ساعة واحدة 
أجمع فيها أوراقي و عناوين الهاربين
ففيها الكثير لا تعرفه من المرهقين
و أنا .. تعبت من الشعور 
و من طعم الأحلام المر لكل حزين 
فكلما شعرت .. خسرت قلبا
مشردا على رصيف
و كان لي قصيدة أنين ..
___________________
شحادة الجنيد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق