أبدية الملح والحب ورحيل المراكب / بقلم الشاعر : خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة )


أبدية الملح والحب...ورحيل المراكب

فعلا تحيرتُ هذا الصباح...
من عشق المراكب للبحر..
وللموج الذي هدّها ليلا...
و أعياها...وقلّل الكبرياء الذي زعَمته ُ...
وكسّر السارية...


وكل النوارس كانت تشاهدها تبكي ...
وتبكي...وتبكي...
وتمدُ يداها لتسند السارية...
وتعود له بالغَدِ ساجدة...
نعم في الصباح...
شاهدوها على شاطئ الرمل له ساجدة ...

وتعود المراكب كلها للبحر...
من دون لوم ...
ومن دون حزن...
أهي أبدية الملح التي ألفَتْها... !!!
أهي أبدية الحب التي سرقتها المراكب ... !!!

من العوالم الأخرى...
الأكثر تيه من تيهنا...
من رحيلنا...
من جنوننا...
من زماننا هذا ...
فحتى الزمان يا أيها الشعراء...

يظل يسافر في شكله الدائري ...
كل صباح...وكل مساء...
ويرسم أفراحه...أتراحه...
وعند المساء...
وعند المغيب يعود إلى نقطة في الشمال...
ليُحصِيَ قتل هواه...

فيحضر شيخا من جامع أموي...
وراهب دير...
وقس كنيسة...
سيخي ...وبوذي...
وتتلى الصلوات جميعها...
وتتم مراسيم دفن تليق بقتلى الهوى...

ثم يعود إلى أسفاره الأبدية...
في شكله الدائري...
حتى الزمان كائن بشري ...
له نوبة صرع...ونوبة عشق...

وذرية ...وبنات...وبنون...
نعم يا أيها الناس ...
هو الزمن الابدية...
زمن الملح ...
وزمن الحب...
ورحيل المراكب مع الموج شوقا.

الاستاذ الشاعر : خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة )
سيدي عقبة ...بسكرة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق