حيرة / رائعة الشاعرة / فاطمة سعد الله


ــــــ حيرة ـــــ

أنسُجُ مواويل البوادي ..
أنهاراً ...
يمتدّ صداها الأخضرُ بين تجاويف الأساطير ..
تفرّ طيوب المداءات ..
تسكن حوافّ صوتي الأخرس ..
يا أنايَ ..إلى متى تركضين ..
منكِ إليّ..؟؟
أنا ..لا أعرفني ..
ربما أعرف جزءا مني ..
او ..أجد شيئا مني ..
لكني ..
لا أسمعني ..

أنتِ فقط تدركين ..أني ..
أنت فقط ..على كتفي تحطين ..
يمامة مذعورة ..
تسرق من الشمس الضياء ..
تعبّ من الغيث ..
أنهار الشوق وغيمات الجمال ..
أنتِ فقط تسألين :
من أين المبتدأ ..؟ 
كيف العبور ؟ وهل من منتهى ؟
تلاحقني مرايا الوجوه ..
تشدني شظاياها..
تخصّب قهقهات الرحيل ..
تركض بي شروخُ السنين ..
تستفزينني يا ..أنا ..
أنسلخ عني ..
تدحرجني صخور وهمٍ عجلةً للفناء ..
بين مبتداي ..و ..منتهاك ..
يفجعني زمن الاغتراب ..
يغرز أنيابه ..في حلمٍ طريّ ..
يتشظى ظلي ..أمامي تارة ..
وخلفي ..يسيل لعاب الرعب أحيانا ..
تنهمر ينابيعك ..
ذكرى ينقرها صمت المساء ..
تسقط حيرتي ..بين فكيك أيها الظلام ..
تقع هزيمتي ..عند قدميك ..
أيتها القصيدة ..
تنسكب ذاتي القصيّة ..أعنابا ..
تعتق شفتيكِ فلا تثملي ..
أيتها المغرقة ..في بذخ الدلال ..
أيتها المحلّقة بين المزارات ..عيدا بعد عيد ..

اشحني أوردتي ..
بملح النبض ..
بصمت الجروح ...
لملمي أنفاسي سطرا
عقد كلمات ..قبل تداعي الجدار ..
أنا ..سنبلة يمضغها وجع الحروف ..
وأنتِ ..يا أنايَ ..
بقايا ..
صبرٍ في سفح النهار ..
ينبش مصب الكلمات ..
ليصهر ..وحشة الحروف

فاطمة سعد الله ـــ تونس ـــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق