الحُبُّ والذئابُ ( الجزء الثاني) / الأديب / سليم الجط ( العصفور الدمشقي )

الحُبُّ والذئابُ ( الجزء الثاني):

توقَّفنا في الجزءِ الأولِ،عندما أمسكَ (قيسُ)بجناحي°
إمساكاً عنيفاً،تخيّلتُ بعدَهُ،أنني لن أستطيعَ الطيرانَ،
ولاالتغريد،ولا حتى التكاثُر.

( هَمَستُ في سِرّي متضايقاً): *ياإلهي،كم هو مزعِجٌ،وسَمِجٌ،هذا ال° (قيسُ) ،إنّهُ لُصاقةٌ أمريكيّةٌ فعلاً.
قلتُ لهُ:* إنهُ......إنهُ..... صرخَ بي غاضباً:* لقد غَلَيتَ دمي،أيها العصفورُ،قل° لي أينَ هو،وخلصني ؟؟؟ .
(
قلتُ في نفسي): أهذا هو قيسُ...الرومانسيُّ..والعاشقُ الذي أذابَ ليلى بحبّهِ ودَباديبهِ ،ويُذيبنا برقّتِهِ وعُذوبتِهِ؟؟؟ أين هذا مِن° ذاكَ ؟؟؟

أجبتُهُ ( محاولاً تهدئتَهُ قليلاً): إنهُ ذئبُ سيّدِنا( يوسف)...تعرِفُ قصّتَهُ جيّداً.
قالَ مندهشاً،وقد فتحَ عينيهِ على مِصراعيهِما،وفمَهُ الكبيرَالذي يتّسِعُ لدجاجةٍكاملةٍ:

*
ذئبُ سيِّدِنا (يوسف)؟؟؟ وماعلاقتُهُ بِ(ليلى)؟؟ ماذا فعَلَت° لهُ مِن° سيّءٍ؟؟؟ قُل° كلاماً غيرَ هذا الكلامِ ياعصفورُ،باللهِ عليكَ،أرى (الزّهايمر) ضا رِباً أطنابَهُ معكم° !!.

أجبتُهُ بغضبٍ:* عفواً....ماذا قُلتَ؟؟؟تُهينُني ؟؟؟ أأنا مُصابٌ بِ( الزّهايمر)؟؟ ،أنا العصفورُ الدمشقيّ، إذا سَمَحتَ، اِلزَم° حُدودَكَ....وكلَّمني كلامَ رجُلٍ عاقلٍ لِعصفورٍ حكيمٍ.

أجابني بلهجةِ اعتذارٍ ومودّةٍ:* عصفوري الغالي،لقد فاجأني كلامُكَ واللهِ،حسناً،قل°لي ماعلاقةُ الذئبينِ ببعضِهِما؟؟؟ .
قلتُ مُفَسِّراً وشارِحاً:* ليسا ذئبينِ ياصديقي (قيس)،بل°هو الذئبُ ذاتُهُ.
قال:* وكيف ذلكَ ياعصفورُ؟؟؟.

قلتُ:* لقدِ اتّهَمَ أخوةُ (يوسف)الذئبَ بُهتاناً وظُلماً،بالتِهامِ أخيهِم،بينما الحقيقةُ تقولُ أنَّ الذئبَ بريءٌ تماماً من دَمِ (يوسف)،وأ نَّ أخوتَهُ الحاسدينَ هُمُ الذئابُ.
قال باستغرابٍ واضحٍ:* لازلتُ غيرَ مُستوعِبٍ للأمرِ،ماعلاقتُهُ بِ(ليلى)؟؟؟ لماذا يأكلُها؟؟؟ألم° تُفتَح° شهيّتُهُ إلّا عليها؟؟؟.

أجبتُهُ:* ألم° تفهمِ اللّعبةَ بعدُ؟؟؟ لقد جُرِحَت° مشاعِرُ ذلكَ الذئبِ،وكُسِرَ خاطرُهُ،جَرّاءَالتّهمةِ الباطِلةِ والمُحَوَّلةِ تلكَ،فقرَّرَ رَدَّ الكيلِ للجميعِ،فالتهمَ (ليلى) رمزَ الحُبِّ العُذرِيِّ

أجابني وعلى مُحيّاهُ ترتسمُ علاماتُ العارفِ الذي فَكَّ الطلاسِمَ الفرعونيّةَ:
*
ألم° يجِد° من كلِّ نساءِالدنيا،سوى( ليلى) ؟؟؟، ماأشدَّ نحسي يااللهُ!!! ،لم° أهنأ° بها يوماً،كلامٌ، ونظراتٌ، وقصائدٌ، وعذابٌ، واحتراقٌ،بلا جَدوى،وفي النهايةِ، لَقَّبوني 
بالمجنونِ،حتى تكتملَ فصولُ حياتي.

وأردَفَ قائلاً،مرتجياً: ستخبِرُني أينَ هو ذلكَ الذئبُ،أليسَ كذلكَ،ياعصفورَنا الغالي؟؟؟؟.
وأمسكَ جناحي° الإمساكةَ ذاتَها،وهات° ياوجَع،أحسَستُ أن روحي ستخرُجُ من مِنقاري.

قلتُ لهُ بمودّةٍ:* أكيدٌ...أكيدٌ... ياصديقي (قيس) ،سأخبِرُكَ عن مكانِهِ.
إنهُ موجودٌ في الواحةِ الخضراءَ، عندَ شجرةِ السِّنديانِ العملاقةِ،ولكن°....
أحَذِّرُكَ من خطَرِهِ،إنهُ ضخمٌ ،وشَرِسٌ،والنارُ تتطايرُ من عينيهِ،وأنيابُهُ تقطعُ الحديدَ والستانلِس° ستيلَ،ومخالبُهُ تحَزِّزُ صخورَ الغرانيتِ والبازلتِ والصَّوَّانِ.
وشحُبَ لونُ (قيس) شُحوبَ الأمواتِ،وابتلعَ ريقَهُ عدَّةَ مَرّاتٍ واهتزّت° جدائلُهُ خوفاً، وقالَ:
*
أنا لاأبالي بكلِّ تلكَ الأهوالِ،ولابدَّ أن° آخُذَ بثأري،وأنتقمَ لحبيتي (ليلى).

أجبتُهُ:* حسناً،حسناً،كما تريدُ، لقد نصَحتُكَ،والنصيحةُ كانت° بِ(سفينةِ صحراءَ)،إذاً سأرافِقُ خَطَواتِكَ من بعيدٍ،وأرى ماسيكُونُ.
***************
يتبع************************* يتبع****************** يتبع*************
العصفور الدمشقي 
5/7/2016

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق