همس القصيد / بقلم الأديبة / وسيلة المولهي


همس القصيد

من لحظ همسها تفجرت المعاني
اختنق المغزى سافر بين القوافي
هذا الجبين رسم ممشاه حرفا
وقنديل خفق الوجود على رباه تنكر
ارتدى ركب المسافر
زاده قرطاس 
حبر في غمد وعده المهاجر
الرحلة أعلنها القيام فجرا
طواها الليل صبرا
فكان الوقوف على راحلة الذاكرة
همس عاشق لامس قصص المسير
بين ضفة ..وضفة خلقت ألف قصة

زاده الياسمين بهاء
مواسم قطف وهجاء
في وطيسها ماثلت حرب الداحس والغبراء
إقدام ...فإدبار
في كرها وفرها عانقت الدمار
ويح نفس عاقرت روح العطاء
تنفست طلعها فأثمر
صبرا وصبارا ورقا اخضر
خطت عليه الأماني إشراقها
فاغرق ضياها البقاء
كان اللقاء 
وكان الغيث انتعاشة حياة
حمم في مسارها
ألهبت ريحانة الروح
عانقت موت أوتارها 
ثم فرّت ...

نحو القفر فرّت
تجري
تجري 
تسابق الزمان فيسبقها بالألم 
كانت لعنة
وكان وجوده العدم
رنت الساعة ...

صافح الوجود وجوده 
المغضب ببعض منها
وانتعشت أحرف البقاء بأنفاسها الموعودة ذكرى
ثم نادت من مضجعها بوحا في قوقعته يتوالد
ليكون رسالة للغد الأقرب
مرددا لحن الضجر مستنكرا بوح القلم
أشكوك يا عمر القوافي نسج حرف في رباه والرؤى
هاجر ارض الحنين بكاه صوت في الحشا مكين
هي الليالي في سباتها بلا رنين
لا عزف لا أمنية
لا أغاريد طير 
لا أهازيج أمير
كل بات في سبات أموات لا غصن يلين
هي الجذور من مهدها اجتثت
هي النياشين أسرج بريقها 
لتحط تاجا على قبور بلا هوية
هي حياة بلا حياة
ويبق الحرف في غيِّه مسافرا
يسابق المخْفيّ
يُصرِّح حينا وحينا يناشد وجوده المكتوم صلب صدره 
القصيد يختنق فيَّ
فيها وفي أنفاسه المسكونة وجعا
عجبت منها
كلما قالت اكتملت
تحن للبداية
لتهمس أنا النقطة الهاربة
من مسارها
من ليلها
من غيمتها
من قطرات لازالت في الأفق عالقة
من أعاصير السلام
من اختناق الكلام
من جذور اقتلعتها المراكب المسافرة
نحو حتفها لتكون خلاصة ذاكرة

بقلمي
بنت الصنوبر
في01/07/2016


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق