أوراق على حافة الرصيف / بقلم الشاعر / فارس بن جدو


أوراق على حافة الرصيف


إني كتبتُ إلى الحبيب رسالةً
و الدمعُ يذرفُ من جدا الأحزانْ


أشكو إليه بلوعةٍ و صبابةٍ
سكنتْ ربوع النفس بعد أوانْ


يا أمَّتا غدر الزمان هنيهةً
و أراني مكلوم الجنوح أرانٔ


ما كنتُ أحجوني أصيرُ إلى بلىً
أهوى دموع البين أم تهوانْ


أو أنَّ كفَّ الأمّٓ مرَّغ كاهلي
أنَّى غدوتُ الحينَ لا ينسانْ


يا تلكم الورقاء في غسق الدجى
ويها سألتُ فبلِّغي هذيانْ


الكون يعزف من يداي قصيدةً
عبراتها تنساب من وجدانْ


في داخلي طفلٌ يناولُ خبزَهُ
و الطيرُ تنظرُ من شفا الفنجانْ


في كلِّ روضٍ من بهاءات المسا
تهوى الأكفُّ حدائق النسيانْ


و تطيبُ مشكاة القلوبِ عذوبةً
ليلَ السُّرى كشقائق النعمانْ


كلُّ امرئ يهوى و ليسَ بهيِّنٍ
نسيانُ ماضٍ كائناً ما كانْ


أحلامنا تمضي و نهلك دونها
بين الخلائق في ربى الشطآنْ


و قلوبنا تجثو تحطُّ رحالَها
فلم العزاء و كلُّ شيءٍ فانْ


هذي السحائبُ شارفتْ ميعادَنا
و تبسَّمتْ في وجهها الركبانْ


في حضنها همت الدموع رفيفةً
و امتدَّ طرفٌ للحشا الملآن


تشكو إليها الذكرياتُ تعتُّباً
و تقيم نزلاً للجوى الظمآن


فاستدبرتها الريح في كبد السما
تغفو هنالك أو هنا سيّانْ


دبَّت دبيب النمل في أفيائنا
و تكشَّفت ما لا ترى العينانْ


عينان كالحوريتين انداحتا
بين المرايا غضَّةَ الأفنانْ


غدتَا سواراً من كؤوسِ الناظريـ
ــن تلفُّـهن ملائكُ الرحمنْ


أنعمْ بها ساعاتُ وقتٍ عابرٍ
كلمى تشاطرُنا هوى الأجفانْ


تجتثُّنا من بين راحات الأسى
و تكفُّ عـــنَّا براثنَ العقبانْ


و لكم ينادمُ كلَّ نفسٍ بوحُها
فتطيبُ همساً في سما الأكوانْ


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق