عودة الشهيد / بقلم الكاتبة / منية الجزايرية




.....*عودة الشهيد*....

....طرق الباب طرقا خفيفا كأنه همسات حانية...قامت متثاقلة في عباءتها السوداء...فتحت للطارق فإذا هو إبنها الذي كانت تعتقد أنه استشهد في الإنفجار ليلة العيد لأنه كان هناك...سقطت أرضا من وقع الصدمة ولأن الفرحة أثقلت كاهلها...انهمرت دموع الفرح الباردة وقرت عينها المتعبة من

 البكاء...أخذها إليه وهمس لها:ما خطبك يا أمي لقد كنت في القرية المجاورة..ذهبت لإسترجاع ذكرياتي مع أبي الشهيد...تناول دموعها بمنديله الأبيض...خلعت عباءتها السوداء لتخلع معها بقايا الحزن المتربص بها ولبست فستانا زهري اللون...هرعت مسرعة لتحضيرقطع الحلوى التي 

يحبها ...لقد عادت نفحات العيد...ونسائم الفرح...الأم الثكلى تعود إلى ممارسة أمومتها من جديد...إنها مبتهجة ومسرورة كأنها فراشة تستقبل الربيع وهي تحضر لإحتفال عظيم...عادت إليه وعانقته عناقا طويلا لتخمد نار الفراق الأبدي التي لازالت تلفح خوالجها.....طرق الباب عكس المرة الأولى وكأن الطارق يريد أن يخترقه ليدخل..أسرع الإبن وفتح ..فإذا به صديقه...دخل وهو يبدو في حيرة من أمره:لماذا تأخرت؟...فأسرع إلى غرفته وأحضر حقيبته التي حضرها في وقت سابق...اعترضت الأم طريقه فخاطبها في هدوء:إني ذاهب إلى التجنيد يا أماه سألبس البدلة العسكرية وأحمل على عاتقي مسؤولية الدفاع عن الأرض...إن أكثر ما تحتاج أليه البلاد اليوم هو مرتدي البدلة العسكرية وحاملي السلاح....أسرعت إلى المطبخ وأحضرت علبة بها قطع من الحلوى ووضعتها في الحقيبة...طمأنها بقوله:سأتصل بك دائما يا أمي فقالت :نعم بني سأنتظر اتصالك وأكثر من ذلك أنتظر عودتك...خرج الشابان إلى مهمتهما الوطنية...جلست الأم مقتنعة بأن إبنها الغالي هو ملك للأرض والوطن.وبقاؤه معها لا يعني شيئا...وبدأت رحلتها في عد دقائق الزمن منتظرة لحظة رجوعه...وكان احتمال عودته شهيدا واردا جدا في ذهنها...

بقلم:‫‏منية الجزايرية/باتنة/الجزائر
Mounia Debba.
)10/07/2016.



شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق