رقصاتُ الظلِّ / كتب الأديب / محمد العكلوك



رقصاتُ الظلِّ ( مقال : إهداء إلى هاجري الكتب (
.
أوووووش
/
.
\
تُشيرُ عقاربُ ساعتي إلى التثاؤبِ من بعدِ مُنتصفِ العمر
روحي وظلٌّ مُتحجِّرٌ يجلسُ بـ جواري في ردهاتِ الظلامـ 
أُمسكُ بـ ذاتِ اليمينِ كتابًا مُلوثًا بـ تواريخٍ مُؤرَّخةٍ قُبيلَ ميلادي
ورصيصُ أوراقٍ ذابلةٍ بـ ألوانِ الشُّحوبِ كـ نُخاعي المُهترئ
بسملةٌ أُحرِّرُها من جفافِ الشِّفاهِ قبلَ أن أُروِّضَ عينايَ في حقولِ القراءةِ
ورُغمَـ إحساسي بـ الأرقِ المُهيمنِ

إلاَّ أنَّ الشعورَ بـ الإعوجاجِ الفكريِّ ألزمني بـ مُتابعة القراءة
حتَّى أقذفَ آخرَ تُهمةٍ بـ الجهالةِ تحتَ أقدامِـ الرُّحى 
وكأنَّ جرَّةَ السَّاقي سقطت على جُمجمتي حين غفوةٍ وصحوتُ 
أمضيتُ قُدمًا أحرثُ في تُربةِ كلِّ الكلمِـ
وأتوهُ في معاني أبجديَّةٍ لمـ تُخلق بعد 
كـ مُغتربٍ في أزقَّةِ وُريقاتِ هذا الكتابِ 
يجهلُ ممرَّاتِ وأرصفةِ تلك المدن العتيقة 
وعقارب ساعتي اللعينةِ تركضُ إلى حيثُ النُّعاس
زُجاجةُ الإرهاقِ وراحةُ الجسدِ أطفأت كتابي 
وألقيتُني ورأسي في صدرِ أريكتي
أُحاولُ جاهدًا فكَّ شيفرةِ كلِّ تلك الأعوامِـ الرَّاحلةِ دون رجعةٍ 
ولمـ أكن أُعاقرُ بها خمرَ سحرِ الكلماتِ وأجسـادِ الكتب
/
.
\
و آآآآآآآآآهٍ 
دعوني أُغطِّي عورةَ إخفاقي بـ قطعةٍ من أقمشةٍ باليةٍ وخجل 
كمـ كنتُ نحيلاً قبلَ إبحاري في المعرفةِ ؟!
وكأنني كنتُ أحتسي حسائي من بقايا أطعمةٍ على الأرصفةِ 
أُضاجعُ خيباتي على فراشِ الجهالةِ !
فوانيسُ الأدبِ جمَّةٌ يا قارئي 
وخُيوطُ شمسِ العلمِـ فارهةُ الحياكةِ
كـ ذلكَ تُستشعرُ الحياةُ دون سنابلٍ وقمحِ المعرفةِ
كـ من يسترقُ النظرَ إلى رقصاتِ الظلِّ في حلكةِ المكانِ
لـ يهزَّ أردافهُ في خُطواتِ الرقصةِ الأولى مُستشعرًا عذبَ الأدب
ولو فكَّرَ هذا الطِّينيُّ لـ وهلةٍ بـ إحداثِ شُعلةِ شمعةٍ تُنيرُ نصف المكان
لـ وجدَ الأظلالَ على جسدِ الحائطِ
وأنَّهُ هو من يُقرِّر كيفيَّةَ رقصِ الأوراقِ وبعضٍ من النَّايلون 
لو كانت الحركةُ ريحٌ عابرةْ
/
.
\
ومضة
كمـ ذبحةٌ صدريَّةٌ وهبتُها مع من هُمـ على شاكلتي من هاجري الكتب ؟!
إلى شُخوصٍ أزهقوا سنينًا من أعمارهمـ 
يبحثون ويُألفون ويرسمون الضَّوءَ على أقمشةِ الظلامـ
قد كافئناهمـ بـ الرقصِ في ملاهي اللهو وروتيناتِ الحياةِ التعيسة
حتَّى سقطُوا وعلمهُمـ وأسماؤُهمـ من الذاكرةِ العفنة
/
.
همسة 
ولا بِليون لغةٍ تُشعرُني بـ الشَّبعِ
 
لـ أنَّ ما قرأتُ الليلة هو الأوَّل بعد الألفِ كتابٍ بصمتُها لحظةَ شغفٍ
.
بـ قلمي / محمد العكلوك




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق