حوار التميز***** مع الشاعر الدكتور علي لعيبي
حوار ....سهام محمد و فراس الأمين
كان لنا شرف محاورة الشاعر من حقول الخزامى يدعو المعاني فتتسابق سعيا
إليه ليمنحها الحياة والخلود ،على صفحاته حيث تزهو الحروف لوقع يراعه الباذخ
وتجتمع الأبجدية طوع أنامله إذا كتب
إنه الشاعر العراقي الإنسان الغارق بالفجر حتى نهايات الأفق ينساب
بوحا لو همس مثل الصبح إذا تنفس هو فيض من الإبداع والأدب والفكر الدكتور علي
لعيبي
قال عنه الشاعر القدير ثامر الخفاجي انه يمتاز بشفافية نقية عنوانها إبتسامة
لا تفارق محياه تبدأك بالتحية قبل أن تبادرها بها
أمسك العصا من طرفيها جمع بين فن السياسة الذي تخصص فيه بنيل شهادة
الدكتوراه و سياسة الفن حيث الحرف الجميل الذي ترجمه بأربعة دواوين شعرية
نشر في كثير من الصحف وعمل كرئيس مجلس إدارة لأحد الصحف الورقية ليؤكد
أن بين عالم السياسة وعالم الشعر خيط رفيع وقد أجاد الجمع بينهما.
حاولنا أن نثيره ببعض الأسئلة ليبوح لقرائنا الكرام بما يخالج شعوره
من هموم شعرية وآراء فكرية
فأتى هذا الحوار مليئا بالمثير والمفيد .
س1/ بعيدا عن الأدب والشعر من هو علي لعيبي الإنسان؟
ج/ د. علي حسون لعيبي كاتب وأديب من العراق
دكتوراه علوم سياسية ،متزوج ،رئيس تحرير مجلة الآداب والفنون الورقية
...الإنسان عندي قيمة عليا
س2/ قصيدة النثر قصيدة مشاكسة و مشاغبة تسببت في حروب إبداعية جميلة
بين من هو مناصر و معارض .كيف ينظر الشاعر علي لعيبي إلى هذه الحروب الإبداعية بين
إثبات الشرعية وجدل الأسئلة ؟
ج/ كل تجديد إيجابي هو إضافة خلاقة لمسيرة الأدب ،وأعتقد أن تسمية ما
حصل بصفة حروب فيها تجني ،ففي كل حرب يوجد غالب وخاسر
إلا في التاريخ الأدبي و مدارسه هناك إستمرار للآخر بصيغة أخرى .وما
حصل هو مجموعة آراء مختلفة الغرض منها التوضيح
وأنا أقول أي إبداع أدبي مهما كان هو رسالة وكلا حسب لغته و طريقته .
س3/ الشعر هو الفرصة الوحيدة للمبدع لينصت لعزلته و طفولته وإنتصاراته
و خسائره وأحلامه وألامه .فهل أعطت القصيدة للشاعر علي لعيبي فرصة حقيقية للتأمل؟
ج/ الشعر لكاتبه هو تاريخ إمتلاء بكل الفرح والحزن بطريقة وأسلوب مرن
.نعم عبرت من خلال النصوص عن ذاتي و مجتمعي .وهناك الكثير من النصوص التي رسمت
فيها حلقات من المعاناة التي عشتها في ظل الغزو الهمجي لبلدي كما كتبت عن أول حب و
معانيه الجميلة السامية .فكان الشعر الصوت المدوي والهادئ لكل ما أحمل .
س4/ رحلة الأدب هي رحلة عمر وحياة واحدة لا تكفي للمعرفة وإنما نحاول
أن نكون صادقين فيما ننتج .فهل يمكننا القول بأن المجتمع أنصف المبدعين والأدباء؟
ج/ يبدو أن في مجتمعاتنا العربية يأتي دائما التكريم متأخرا وخاصة بعد
الرحيل من خلال التأبين و التشيع .
س5/ لكل شاعر مرجعياته التخيلية والجمالية لبناء عالمه الإبداعي
.فماهي ينابيع و مجاري أنهارك الشعرية دكتور علي لتأسيس القصيدة ؟
ج/ الحب والوطن أهم مرجعياتي لبناء القصيدة فكلاهما يمنحني الدفء
والأمان
حياة بلا وطن وبلا حب ، حياة جرداء قاحلة .
س6/ يرفض بعض النقاد العرب أن تكون الثقافة العربية مجرد أداة توحيد
لأنها من وجهة نظرهم ثقافة مزورة .فهل نستطيع القول أن الثقافة العربية مجرد تسمية
سياسية وان وجودها إفتراضي ؟
ج/ وهل هذا التاريخ المشترك كله مزور ،إمتداد حضاري هائل بدأ وعم
العالم .فكيف يوحد ذائقة العالم ولا يوحد صانعيه .
س7/ من وجهة نظرك دكتور علي هل نمتلك ثقافة عربية و تراثا عربيا
مشتركا ؟أم أن تاريخنا المشترك يجعلنا نتوهم وجود ثقافة عربية مشتركة ؟
ج7/ أنا مؤمن بأن الوجود القومي إيجابيا لتعميق ثقافة راسخة ،وأعيد
القول من بنى الحضارات الكبرى على إمتداد الوطن العربي لقرون أكيد قادر على بناء
ثقافة عربية مشتركة.
س8/ في ظل وجود الهيمنة الثقافية .كيف يمكننا المحافظة على هويتنا
الثقافية دكتور علي ؟ وما مدي تأثير الإعلام في توجيه الأدب والثقافة عن مساراتها
الصحيحة والحقيقة؟
ج/ اذا كنت تقصد هيمنة ثقافة السلطة أو الحاكم فهذا يعني ضرورة
المعارضة لتأسيس ثقافة وطنية حقيقية أساسها حرية الفكر والتعبير .
س9/ الوسط الثقافي مازال لديه حكم مسبق على إبداع المرأة وكأنه وضع
لها حدودا يجب أن لا تتخطاها .فكيف ينظر دكتور علي إلى هذه المسألة؟ وأين نجد
المرأة العربية اليوم في الحراك الثقافي والأدبي؟
ج/ لا يوجد أدب رجل وأدب أنثوي .الإبداع الأدبي واحد عند الجنس البشري
،وأنا أعتقد هناك علامات إبداع راقية ومهمة سجلتها المرأة العربية .ويبقى الأمر
نسبي في قياس الإبداع تبعا للثقافة الذاتية والدعم .
س10/ القصيدة الشعرية بين الأمس واليوم موضوع حير الشعراء في مفهوم
القصيدة ونمط الإبداع بها. الكثير وقفوا على أبواب التساؤلات .كيف نكتب قصائدنا
؟هل نكتبها على الأنماط القديمة بعفوية سردها ؟أم على الأنماط الحديثة بمفهومها
المعاصر برمزيتها و غموضها ؟ أم نكتبها بوحدات ايقاعية بلا قافية لأننا في عصر
السرعة ؟
ج/ أكتب كيف ما ترغب المهم تصل أفكارك بأي أسلوب .أن تؤمن وتبدع فيه
كل نتاج ايجابياته و سلبياته .
س11/ برأيك دكتور علي لماذا اختفى الأديب الظاهرة ؟ وهل إنتهى جيل
العمالقة في الشعر ؟وما مدى تأثير الصراعات الشخصية فيتراجع الحركة الثقافية
والأدبية شاعرنا المبدع علي لعيبي ؟
ج/ الشعر بصورة خاصة ظاهرة عربية كبرى على امتداد التاريخ وهناك الآن
شعراء عرب كبار لكن لم يسلط الإعلام عليهم حتى تصل تلك الأصوات الشعرية المهمة في
وطنا العربي الكبير و تجاوز المناطقية والقطرية في التوصيل ،وهناك الاف ممن يكتبون
بأداء يضاهي أو يتفوق على من مضى الأسماء كبيرة و كثيرة.
وأخيرا وليس آخرا أتقدم باسمي أنا سهام محمد و بإسم إداري مجلة فلسفة
قلم بجزيل الشكر وباقات الورد والمحبة للدكتور الشاعر علي لعيبي الأخلاق والتواضع
والإبداع على قبول الدعوة .
شكرا بحجم عطائك و بقدر محبتك في قلوبنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق