بوحُ امرأة / بقلم الشاعرة / سامية خليفة



بوحُ امرأة

إلتقطـْتُ كما الرّادار ذبذباتٍ ،أيقظتْ في قلبي الأنباضَ، أيقظتْ في شراييني الدّماءَ النّائمة
شعرتُ بالحياةِ تسري في جسدي من جديدٍ، في جسدٍ ابتلتْهُ الأسقام.
رحْتُ أزيّفُ الواقعَ ،أبني الأوهام، بنيتُ قصراً زجاجيّاً ثمّ كسرتُه.

نسيتُ نفسي في غمرةٍ من سعادةٍ مزيّفة...ما عدت أعرفُ من أكونُ ، وفي لحظاتٍ خارجة عن نطاقِ إرادتي..غمرتني سعادةً ملأتني آمالاً، اتّضحَ لي أنّها ليستْ إلا السّراب..
فعدْتُ إلى وحدتي ،عدت ُإلى عالمٍ فيه الصّقيعُ يقتلُ الأجنّةَ في الأرحام.
لا حراك ، لا حياة ،الصّمتُ يلفّني ... يتوقّفُ النّبضُ ... يتوقّفُ الزّمن.
أشتاقُ إلى وشوشاتِه ....حتّى ذكرياتي معهُ لفّها الصّقيع ..
ألموت بات على أعتابِ صومعتي يخافُ أنْ يدنوَ .. يخشى أن يتجلّدَ..
كلّ شيء صار أجوفَ ،أخذَ حبيبي معهُ رونقَ الرّبيع ..أين الزّهور وكلّ أيّامي بعدهُ أمستْ جليديّة؟
السّاعة...توقّفت عقاربُها...
الكناريّ جثّة هامدة...
ما من شيءٍ حولي سلمَ من الصّقيع
أين زقزقة الكناريّ ..كانت لي السّلوى والعزاء؟
أركض نحو قطّتِهِ المدلّلة ،تُخرج براثنَها ،تشوّه وجهي ...
والقطّة ما عادت تحتملُ رحيلَه....
سامية خليفة- لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق