الأديب والشاعر فايز سليمان المعايطة يودع الحياة / كتب سيد محمد الياسري



وداعاً ياصديقي يا ابا سليمان 
الأديب والشاعر الاردني فايز سليمان المعايطة يودع الحياة
.......................
بقلم : سيد محمد الياسري
قبل حوالي السنتين، وانا ابحث عن عودة الشعر العمودي ، واحتضانه الشعراء ، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ، تعرفتُ عليه وهو يبث اشعاره في المجلات الاليكترونية وصفحته الشخصية ومجموعته امبراطورية الشعر ، كل حسه منصب على رقة التعبير ، وكأنه صفيحة ماء صافي ، في ابريق زجاج شفاف ، هكذا كانت روحه ، التي غادرت جسده في ليلة الخميس ٢٠١٦/٥/١٢ ، تفاجأتُ عند سمعت خبر وفاته تعلنه ابنته رندا ثم ولده سليمان 

كتب كثير من الاشعار في الحب والصداقة والطبيعة والاخاء والجمال وكتب حكايات في كل يوم او اسبوع حسب فراغه حكاية التي تركها غفلة ولم يختمها ، وكتب في الايام الاخيرة عن التاريخ في الطوائف الاسلامية ، الا ان للشعر روحه ووجوده فكانت قصائده ذاته التي تهيم بالحياة، وانتماءه للوجود، شعار، تغنى بالغيد والحور والجمال وبالشاعر نفسه تراه يعزف سمفونية وجوده ومن القصائد الرائعة التي كتبها بشهر نيسان ١٩٦٨ ...

...........
شاعر الغيد ...
ياشــاعر الغيد كم هيجـــت اشجاني 
وما دريت بان الشــجـــو من شــاني
هيجت شجوي بذكـــرى غادة سلبت
مني الفــــؤاد فكانت حلـــــــم ازماني
هــلا دريت بانــــي كــنت في لهـــف
نحــــو التي كنت اشـــدوها بألحانــي
ايقظت عينــي من نـــــوم اتيــــح لها 
بعـــد السهاد الذي يا صـــــاح اضناني
يا ليت انك قـــد ســــــاءلت مرتقبـــي 
عـــما اخــبيه في طيــــات كتمانــــي
كم ارقب النجم في ليلي وفي سهري 
واحســـب النجــــم ان يبقى ليرعاني
لكنـــــه النجـــم عند الفجـــر يتركنــي 
فارقب الفجــــر حــتى الصبح يغشاني
احدث النفس في حبي وفي شغفـي 
علـي ارى النفس عن غيي ستنهاني
لكــــنها اصبحــــــت مثلي تسايرنـي 
اني مـــع النفـس في تكييف سلطاني
لــــو ان نفسي درت عـما يحـــيـط بها 
من المخــــاوف لــم تابه ... بخسراني
يا شـاعــــر الغيد قد شاركت متجهـي 
هــلا سلكــت طــــريقا غـــيره ثانــي
كـــيما اقــــول اذا ما الحــــب آســــرنا 
اني وانت كــلانا في الهــــوى عانــي
مالــــي ومالك فــــي غــــيد تقـــيـدنا 
شـــبه الاســـارى بتـسويف وحرماني
إنا من الـغـيـــــــــــد في حال تحـيــرنا 
لـســـنـا من الغيــــــد في امن وايمان
يكـفــرن فينا اذا ما شـئن في ســــرف 
وان رضـــين ففـــي حـــــقد ونكــــران
يـحكـين احـــــيانا بالفـــاظ نهــيـــم بها 
فـنحــسب القـــــــول اظهار لوجــــدان
ونطلــــب الوصل كي نحظى بلـــذتـــه 
فلــــم نـجــــد غـــير ابعاد وهـجــــران
هــذي هي الغيد ان جربت عن كـــثب 
تلــــق الذي قلت في شرحي وتبيانـي
لا اظلم الكل فيهن من ترضى سجيتها جـمالهــا الخلــــق في تكــوين رحـمن
يا لـــيت اني من الغادات في كــــــنف 
يرضـــين عــــــني اذا ما الوهم اغواني
اني مع الغــــيد في حلـــي ومرتحلي 
لن اهـضــم الغـيــــد في سر واعــلان
كم افتدي السمر في روحي وفي بصري 
كذلك البيــض لـــــــــن ارضى بنسيان
هــــن الســرور متى ماضقت من كـــدر 
يفرحــــــــن قلبي بـبـسمــات وتحـنان
فاليهنــــــأ القلب فــي وصل يهـــــيم بـه 
ولـتسـعــد الـــروح في تغــريد نشـوان
.......
ها انت تجد طريق ثاني وانت بعمر ٦٣ ربيعاً وكأن قياس الاعمار تطوى ربيع يخلفه خريف ليكتب يوم الثلاثاء٢٠١٦/٥/١٠ ثلاثة من منشوراته اليومية اخر حلقاته ٩٧ الادارسة ومنشور صفحة٦٩ من رواية الحجار وقصيدة رائعة :
,,,
صباح الخيرات ,,,
يا صباح الحــــب زهـو الشـفق
..................
يا صباح الشــوق حلو الرفــــق 
للأحبة بعد ما هجــــــع الكرى
..................
وتغنى البلبــــــــل لحـن الألق
عاطــرٌ ناديــــك ليــلى وشذى 
..................
خطــل الأغصـــانِ غـضُّ الورق
يتفيّـــــــا الحـبَّ في أكنافــــه 
..................
في ظلال من فتــونِ الحـــدق
وتصــــــــدِّين عن المستعطف 
..................
خلَّة الكـبر وزهــــــو المطــرق 
وأُناديــــــك على وجـــد خفي 
.................
فــــــــتردين بطــــرفٍ قلــــــق
وتنقَّلت بممشـوق الخــــطـى 
.................
ومشى الــدلُّ وحلــو الرشــق
لك دنياك كما شـاء المــــــدى 
.................
في البعيد الرحب خلـف الافق
لك مـــنـي كبريائي والمــــنى 
................
وإبـــــــــائي وعــــــنيــد النزق
كلمـا جئتك مزهـــــــــو العُلى 
................
ردَّني عــــــنــك جلال الرونــق
لم اهن وعدتي نغم في فمي
................
لـــك إن شِـئت فــــــذاء رمقي
الا ان آخر منشور في الساعة ١:٢٤ بعد منتصف ليلة الاربعاء مستقبلا يومه الاخير الاربعاء بمقولة ( حكمة):
نصيحة اليوم : لا تتغير لارضاء الناس ولا تتلون لنيل اعجابهم ، ولا تتبدل بسبب فشل ، ولا تتكبر بسبب نجاح.
كلمات نصح يومه الذي اغمض فيه عينيه من شمس ، لتغيب روحه مع مغيب شمس الاربعاء ، تاركا خلفه اصدقاءه من دون وداع ، ولا تعليق على منشور ، او اعجاب بصفحة ، تاركا كل الخلافات مابينه وبيني التي تنتهي بضحكات ترجمت بحرف الهاء فكانت هاءه عالقة بالاذهان وتقبله للاختلاف مزروع بحب وتقدير وسعة صدر فيحينا الصباح بقصائد صباحية رقيقة مثل :
.
هــــــذا الصباح وعطر الورد يشجينا 
.........
ريــــح يرقرق من مسراك نسرينا
جئنـــــــا اليك كما لــــو كنت عالمة 
.........
ان الفــــــــؤاد طوال الليل يقليننا
بالفكر والسهد والآمــــــــال واسعة 
.........
طــــــــورا مشجعــــة منك توانينا
وقفت بالبــــــاب ليت الباب يعلم ما 
.........
كـنّــا نكابد من الاهـــواء تشــقينا
عصفــــت بالروح مذ ان جئت موفية 
.........
ان الوفــــــــــــاء ليحدوك فيرضينا
جلســت سـافرة كالشمس طالعـة 
.........
كالورد حسنا وهذا الحسن يغرينا
الله اكبر ما صــــــوت كمــــا سمعت 
.........
اذناي لفظا كما الحسون يشدينا
جذبت من سحركم فاللفظ اسكرني 
.........
حتى ثملت من التقبيــــل يروينا
شفاهك الـــورد من شهد ومن جمر 
.........
حلاوة الشهد تغريــــــنا فتسقينا
عــــــــدنا الى الصبح نزجيكم تحيتنا 
.........
عــل التحية بعض الشوق يزجينا
يا صاح هــــــــذا وموج البحر ينشدنا 
.........
من لحنه نغمــــــا صــــوتا يناغينا
ومن الاردن يصبح كل قراءة ومحبيه واصدقاءه ليزفها من بني الاردن 
,,,
صباح الخيرات ,,,
.
....
الصبح جــــاء ينــادي شمسـه خــبر 
....
أطيافها اللهـــب المحمــوم والنــــذر
....
وجئت للصحب أسعى كي اصبحهم 
.....
بالخير والحـــب والأنــــــــــــوار أبتدر
....
ومـسني اليأس لـولا عصبـة صدقت 
....
في الروض شد عراهــا عهده النضر
....
وذكريــــــــاتي إذا غـيبـتـها انبعـثـت 
....
فكل طرفـــــــة عــين خلفها ذكـــــر
....
يا ساكن النيــــــل والاظـــلال وارفـة 
....
وفي حماك المنى تـنأى بها السـير
....
أتيت أحـــــمــل أشــواقي واسكبها 
....
قصيدة فـــــي حفيف الشوق تنتــثر
....
أزفهــــــــــــــا من بني الاردن طيـبة 
....
حــــــرَّى ترددهـــــا الاصــــال والبكر
....
تستلهم العـــــزم من ذكرى معنـبرة 
....
أريجهـا بـفـضـــــاء العــــــرب ينتـشر
....
يا باعث الروح في الموتى الطراد دنا 
....
والخيل تصهــــــل والميدان يسـتعـر
....
أنا فـتــىً اعـــــربي الطيف مـلتهبــاً 
....
بالسيف مـشــتـملا بالرمــح معتمـر
وداعا يا ابا سليمان ، كان قلبك فسيح بالحب واسع بالحلم ، جياشا بالعاطفة ، حنونا بالعطف ، فبما كان قلبه فسيح ندعو الله ان يسكنه فسيح جناته

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق