زهايمر / بقلم الأديب / سليم الجط

زهايمر:
*
لم يكن° ذلكَ الصباحُ عاديّاً أبداً،أهُوَ صباحٌ كانَ أم° مساءٌ؟؟لا،لا،إنهُ الصباحُ،هذا ماتخبِرُني بهِ عينايَ،أمّا عقلي،آهٍ،كأنني ماعُدتُ أدرِكُ الوقتَ،وهذهِ الراقدةُ قُربي ياإلهي!!،مَن° هي؟؟؟ 
وجهُها مألوفٌ لَدَيَّ ،ولكنني حقاً لاأعرِفُها.
هَزَزتُها بعنفٍ: *هيه°،أنتِ،لماذا تنامينَ قُربي ؟؟.
استيقظَت° خائفةً،وفتَحَت° عينيها على مِصراعيهما:*أنا ...أنا أمَلُ.
صِحتُ غاضباً:*أملُ،سَرابُ،خيَالُ،لايهمُّ،المُهمُّ ماذا تفعلينَ هنا فوقَ سريري؟؟.
أعادت° تِكرارَ الدّهشةِنفسِها:*سأطرَحُ عليكَ السؤالَ ذاتَهُ،إذا سَمَحتَ،قُل° لي ماذا تفعلُ أنتَ هنا؟؟.
حِرتُ جواباً،عجِزتُ عنِ الرّدِّ تماماً،وهي كذلكَ أيضاً.
أحسَسنا كِلانا بالانزعاجِ،وخَلَتِ الغرفةُ من الهواءِ تماماً،الجوُّ حارٌّ جداً،اتجهتُ نحوَ النافذةِ،قِطّةٌ تمشي بتكاسُلٍ،نَظَرَت° إليَّ،وبَدَأت° بالنُّباحِ،يااللهُ!!،ماهذا اليومُ البغيضُ؟؟أكادُ أختنقُ.
أجَلتُ نَظَري في الحديقةِ،هاهيَ ذي شجرةُ الرُّمّانِ التي زَرَعتُها بيَدَيَّ،سُبحانَ الله ماأكبرَ وأينعَ تفّاحاتِها،تفاحٌ؟؟كيفَ يكونُ هذا ؟؟ليسَ لديَّ تفسيرٌ لذلكَ كلِّهِ.
دخلَ ولدٌ صغيرٌ جميلٌ،يُشبِهُ المرأةَ التي كانت° نائمةً قربي،كأنّهُ ابنُها،أو قريبُها،نظرَ إلينا بدهشةٍ:
*
آهٍ،آسفٌ،كأنني دَخَلتُ الغرفةَ الخطأَ،أنا أبحثُ عن والِدَيَّ،هل تعرِفُ أين هُما ياسيّدي؟؟.
استغربتُ الموضوعَ،وهَزَزتُ كتِفَيَّ لامُبالياً:*وما شأني بهِما؟؟ابحَث° عنهُما في البناءِالمجاورِ،فقد° تجِدُهُما هناكَ.
خرجَ الولدُ ضاحكاً،ودموعُهُ تنهَمِرُ على وجنتيهِ،وأغلقَ البابَ وراءَهُ بشِدّةٍ وعُنفٍ،وماهيَ إلّا لحظاتٌ،حتى قُرِعَ الجَرَسُ،فتحتُ البابَ،كانَ ثلاثةُ رجالٍ يقِفونَ أمامي،أسود،وأبيض،وأصفر،
تكلّموا بعِدَّةِ لُغاتٍ،ولهَجاتٍ،لم أفهم° منها شيئاً،أصابني الصُّداعُ من حديثِهم الغَوغائِيِّ،أغلقتُ البابَ في وجوهِهم،وعُدتُ إلى النّومِ،هاهيَ ذي زوجتي الغاليةُ نائمةٌ قربي،وغرِقتُ في سُباتٍ عميقٍ.
************************************************************************************
العصفور الدمشقي 
. 30/5/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق