ذاتَ مَساءٍ: (المجزرةُ) / بقلم الشاعر / سليم الجط (العصفور الدمشقي )

ذاتَ مَساءٍ: (المجزرةُ)

ذاتَ مَساءٍ......ذاتَ مساء°
دَخَلَ قريتَنا الغُرباء°
جاؤوا مِن° نَسلِ الشّيطانِ
رَقَصوا بثيابٍ سَوداء°
جاؤوا بقلوبٍ سوداء°
وعُيونٍ لاتَعرِفُ إلّا
أغنيةَ الموتِ الخَرساء°.
**************************************
صاحَت° أختي: واأبَتاه°
صَرَخَت° أمّي: ياالله°
أيُّ بَلاءٍ جاءَ إلينا
أيُّ بلاء°؟؟؟
أبداً.....
لن° أنسى مَنظَرَهُم°
أو صورةَ ذاكَ الجزّار°
لِحيَتُهُ مِثلُ الصَّبَّار°
في يَدِهِ لَمَعَ السّاطورُ
كَبَّرَ لِلّهِ القَهّار°
وتَهاوى رأسُكَ ياأبَتِ
غَصّت° بالآهاتِ الدّار°
ناحَت° أشجارُ الزيتونِ
جَفّت° أغصانُ الليمونِ
مِن° شَبَحِ الموتِ المَلعونِ
قَد° هَرَبَت° كُلُّ الأطيار°
*******************************************

داسُوا أعناقَ الأزهار°
بِحَوافِرِهِم°..
اِقتلَعوا عَينَ الأقدار°
بأظافِرِهِم°...
هَدَموا فوقَ رؤوسِ الناسِ
كُلَّ جِدار°
أشلاءٌ تحتَ الأنقاضِ
دَفَنَت° مَعَها...
ألفَ حِكايه°
ألفَ رِوايه°
لِجريمةِ هَتكِ الأعراضِ.
**************************-************************* 

ماذا أحكي؟؟؟؟
ماذا أحكي عن جارَتِنا ؟؟
كُنّا أطفالاً وشباباً
ندعوها (سلمى) الحَسناء°
كانت° قَمَراً..كانت° شمساً
نُوراً لايَخبو..و سَماء°
اقتادوها....اِقتادوا( سلمى)
أخذوها نحوَ المَجهول°
ماذا أقولُ؟؟؟ ماذا أقول°؟؟؟
عادت°( سلمى)..... ليست°( سلمى)
وانفجَرَت° أنهارُ بُكاء°.
******************************************

قد° قَتَلوا كُلَّ الأطفالِ
نَحَروهُم° مثلَ الخِرفان°
قالوا عن أهلي كُفّاراً
حادُوا عن دَربِ الإيمان°
حَمَلُوا قُرآناً تِلمُوداً
خَطّتهُ أيدي الشيطان°
قرآناً يُرضي شَهوَتَهُم°
لم يُكتَب° عندَ الرَّحمن°
قرآناً عِبرِيّاً صِرفاً
شَوّهَ عيسى والعَدنان°
قرآناً قد° جَعَلَ الحُبَّ
سِكِّيناً فوقَ الشِّريان°
مَن° سَمِعَ أنَّ القرآنَ
قد° حَلَّلَ ذَبحَ الإنسان°؟؟
***************************************

رُعبٌ قَد° سَكَنَ الأعماق°
سَقَطَت° عن شَجري الأوراق°
سَقَطَت° أقنعةٌ...والكونُ
صارَ نِفاقاً.....صارَ نِفاق°.
****************************************

فلتَعلَم° كُلُّ البَشَرِيّه°
وليَسمَع° نَيرونُ وهِتلَر°
كُلُّ غُزاةِ الأرضِ...وقَيصَر°
وليَفهَم° رَمزُ الهَمَجيّه°
أنّا صَمَد°نا كالأبطال°
رَغمَ المَجزرةِ الوحشيّه°
وذئابِ الموتِ البَرّيّه°
ودماءٍ مثلَ الشّلّال°
كانَ اللهُ في أعيُنِنا
خَبَّأناهُ في أضلُعِنا
ودَعَوناهُ في أدمُعِنا
أن° يُبعِدَ عَنّا الأهوال°
لا لم° نَركَع°......
لا لم° نَخضَع°....
رَغمَ المَجزرةِ الوحشيّه°
مِليونُ مُحَالٍ...ومُحَال°
أن° ننسى أرضاً وقَضِيّه°
مادامت° في الروحِ بَقِيّه°
مادامت° لُعَبُ الأطفال°
تُنشِدُ ألحانَ الحُرِّيّه°.
*****************************************
العصفور الدمشقي
26/5/2016

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق